أثار مقطع فيديو التُقط بواسطة كاميرات المراقبة بمدينة مراكش موجة كبيرة من التفاعل، بعدما وثّق لحظة تعرّض الكاتبة الإيطالية المعروفة نيكوليتا بورتولوتي لاعتداء خطير نتج عنه إصابتها بجروح بليغة، أثناء قضائها عطلة رفقة زوجها بالمدينة الحمراء.
الفيديو الذي انتشر على نطاق واسع في المغرب وإيطاليا، أظهر المشتبه به وهو يقود دراجة نارية ويقوم بخطف حقيبة بورتولوتي من الخلف، ما أدى إلى جرّها لمسافة قصيرة قبل أن تسقط بقوة على رأسها فوق الرصيف، في حادث وقع حوالي الساعة الثامنة والنصف صباحاً، قبل يوم واحد فقط من موعد مغادرتها المغرب.
وقالت الضحية للصحافة الإيطالية: “في لحظة لم أعد أرى شيئا… شعرت بألم قوي ثم فقدت الوعي”. وقد أكدت الفحوصات الطبية إصابتها بارتجاج في الجمجمة وجروح عميقة في الرأس وتورم شديد في إحدى عينيها، إضافة إلى إصابات في اليد، لتصف تجربتها بأنها كانت بمثابة “جحيم حقيقي”.
وزادت معاناة الكاتبة حين اكتشفت أن جواز سفرها كان داخل الحقيبة المسروقة، ما تسبب في تعقيد إجراءات مغادرتها. ورغم طمأنة الشرطة بإمكانية السفر بتصريح السرقة، إلا أن شركة الطيران اشترطت وثيقة رسمية من القنصلية الإيطالية، التي صادف أن كانت مغلقة لثلاثة أيام بسبب العطلة. واضطرت الضحية وزوجها للبقاء في مراكش، وتغيير مكان الإقامة، قبل الانتقال إلى الدار البيضاء لاستخراج وثيقة سفر مؤقتة. وقالت: “حين صعدت إلى الطائرة أخيراً، لم أصدق ذلك”.
ورغم قساوة ما تعرّضت له، أكدت بورتولوتي أنها وجدت تضامناً إنسانياً واسعاً من المغاربة، مشيرة إلى أن “أصحاب المطاعم، الجيران، موظفي الفندق، الشرطة، سائقي سيارات الأجرة وحتى المشردين” أبدوا تعاطفاً كبيراً وقدّموا لها المساعدة.
وبفضل تداول الفيديو بشكل واسع، تمكنت المصالح الأمنية من تحديد هوية المشتبه بهما واعتقالهما في وقت وجيز. وفي تعليقها على توقيفهما، أعربت الكاتبة عن تعاطف لافت قائلة: “إذا كان عمرهما يقارب عمر أطفالي، أتمنى ألا تكون العواقب مدمرة لمستقبلهما، بل كافية ليدركا حجم الأذى الذي تسببا فيه”.
وتأتي هذه الواقعة لتسلط الضوء مجدداً على تحديات الأمن السياحي بمدينة مراكش، في وقت تؤكد فيه السلطات أنها تكثف جهودها للحد من جرائم النشل التي تستهدف السياح والزوار، وتعزيز الإحساس بالأمان داخل المدينة العتيقة وخارجها.






