هاشتاغ
أعاد مقال للكاتب والمناضل إبراهيم أحنصال فتح ملف اغتيال عمر بنجلون، أحد أبرز رموز اليسار المغربي في سبعينيات القرن الماضي، مسلطاً الضوء على السياق السياسي والأمني الذي أحاط بالجريمة التي وقعت يوم 18 دجنبر 1975.

وبحسب ما أورده أحنصال، فإن عملية الاغتيال نُفذت من طرف جماعة دينية سياسية تُعرف بـ«الشبيبة الإسلامية»، معتبراً أن هذه الجماعة جرى توظيفها في إطار صراع سياسي معارض، وهو طرح يندرج ضمن قراءات نقدية رافقت تلك المرحلة.
ويشير المقال إلى أن استهداف بنجلون لم يكن حدثاً معزولاً، بل جاء بعد سلسلة اعتداءات طالت وجوهاً تقدمية، في مناخ اتسم بالتوتر الحاد بين السلطة والمعارضة.
ويبرز المقال أن عمر بنجلون لم يكن مجرد فاعل سياسي، بل جمع بين العمل النقابي داخل الاتحاد المغربي للشغل، والقيادة الحزبية في الجناح اليساري لـالاتحاد الوطني للقوات الشعبية، إضافة إلى دوره الصحافي مديراً لجريدة «المحرر»، ومؤسساً لجريدة «فلسطين» التي ربطت النضال الوطني بالقضية الفلسطينية بعد نكسة 1967. كما كان محامياً ترافع في قضايا الاعتقال السياسي.
وقبيل اغتياله بأشهر، شارك بنجلون في مؤتمرات دولية، من بينها لقاءات حقوقية وتضامنية في الجزائر وموسكو، حيث عرض، وفق المقال، أوضاع المعتقلين السياسيين وطبيعة الحكم آنذاك.
كما سبق أن صدر في حقه حكم بالإعدام في بداية الستينيات، وتعرض لمحاولات استهداف واعتقال متكررة.
رحل عمر بنجلون عن عمر 39 سنة، لكن جنازته تحولت إلى محطة سياسية، ردد فيها المشيعون شعارات جعلت منه رمزاً للنضال الاجتماعي والسياسي.
ويخلص مقال أحنصال إلى أن اغتياله شكّل لحظة فارقة في تاريخ اليسار المغربي، ولا يزال إلى اليوم حاضراً في الذاكرة الجماعية باعتباره واحداً من أبرز شهداء الكلمة والموقف.





