هاشتاغ
في دورته الأخيرة، بدا مهرجان “موازين إيقاعات العالم” وكأنه فقد بريقه ووهجه الذي جعله في وقت سابق أحد أبرز التظاهرات الفنية على الصعيدين العربي والإفريقي.
فمع توالي الانتقادات واحتدام الجدل، بات واضحًا أن المهرجان، الذي استنزف على مر السنوات ميزانيات ضخمة، لم يعد يقدم جديدًا يُذكر، لا على المستوى الفني ولا الثقافي، كما أن الرسالة التي لطالما تبجح بها المنظمون لم تعد تصل، أو لعلها لم تعد موجودة أصلاً.
ما زاد من حدة الانتقادات هذا العام، هو ما وُصف بـ”الارتباك التنظيمي” الذي رافق العديد من السهرات، خاصة على خشبة مسرح محمد الخامس، حيث عبر جمهور غفير عن استيائه من التدبير العشوائي وضعف جودة العروض. الحادثة الأبرز كانت مع المطربة المصرية شيرين عبد الوهاب، التي رغم حصولها على مبلغ مالي ضخم، لم تقدم عرضًا مباشرا، واكتفت بالظهور على تقنية “البلاي باك”، الأمر الذي اعتبره كثيرون استهانة بالجمهور وبالمهرجان معًا، ودفعهم لمقاطعة حفل الفنان صابر الرباعي في الليلة التالية، مما تسبب في شبه فراغ بالمسرح.
وفي محاولة لإنقاذ الموقف، لجأ المنظمون إلى فتح الأبواب مجانًا لملء كراسي القاعة، في خطوة تعكس ارتباكًا واضحًا في التسيير، وعجزًا عن الحفاظ على الحد الأدنى من الإقبال الجماهيري، الذي كان يُعد نقطة قوة المهرجان في سنواته الذهبية.
وتشير مصادر مطلعة إلى أن أيام عبد السلام أحيزون على رأس جمعية “مغرب الثقافات”، الجهة المنظمة للمهرجان، باتت معدودة، خاصة بعد مغادرته الوشيكة لإدارة شركة “اتصالات المغرب”، التي شكلت أحد الداعمين الأساسيين للمهرجان. ويعتبر كثيرون أن استمرار أحيزون في قيادة “موازين” لم يعد مبررًا في ظل التراجع الحاد على جميع المستويات، من البرمجة إلى التنظيم، مرورًا بالتكلفة الباهظة التي لم تعد تعود بقيمة مضافة تُذكر على المشهد الثقافي المغربي.
ويرى مراقبون أن موازين، الذي استهلك عشرات الفنانين العالميين والعرب على مر السنوات، دون تجديد في الرؤية أو تنويع في الأهداف، لم يعد يستجيب لتطلعات الجمهور المغربي، بل تحوّل إلى تظاهرة نمطية تكرر نفسها كل عام، بتكلفة مالية ضخمة ونتائج باهتة.
في ظل هذه المعطيات، يطرح الشارع الثقافي المغربي سؤالًا كبيرًا: هل حان وقت إعادة التفكير في “موازين”؟ بل هل ما زال هذا المهرجان ضروريًا في صورته الحالية؟ الإجابة باتت أقرب من أي وقت مضى إلى “لا”، ما لم يتم تجديد جوهري في الرؤية، المحتوى، وأسلوب التسيير.