ليس هناك ما هو أقسى من أن تواجه فتاة شخصاً كان السبب في تعاستها وتدمير حياتها، أمرٌ قاسٍ لا يجرؤ عليه الكثيرون، لكن هذا ما أقدمت عليه أشواق حجي بالضبط، عندما وقفت وجهاً لوجه أمام الوحش الكاسر الذي اغتصبها قبل نحو 5 سنوات، وحينما كان عمرها لا يتعدى 14 ربيعاً.
وبرغم قساوة المواجهة، وقفت “أشواق” تحاكم جلادها بعد مرور 5 سنوات، وهو يقف ذليلاً منكسراً لا يستطيع أن يرفع رأسه، ولا أن يضع عينيه في عينيها، برغم مطالبتها له مراراً بأن يرفع رأسه ويواجهها كأي رجل، ولكن منذ متى كان المغتصب رجلًا! فعلى ما يبدو كان ذلك الذئب البشري لا يجيد سوى الطعن من الخلف، والتستر خلف بندقيته الثقيلة في حضرة جمع كثيف من جماعته الإرهابية “داعش”.
وفي مقطع الفيديو المتداول، تظهر الفتاة وهي تبكي بحرقة تسأل الجاني عن السبب وراء فعلته الدنيئة التي دمرت حياتها، وسلبتها أحلامها وآمالها، برغم أنها كانت فتاة صغيرة في عمر أبنائه وبناته. وتسأله وبكاؤها الحار يدمي القلوب هل لديك شرف؟ هل لديك إحساس؟ فقد كنت في عمر بناتك، قبل أن تسقط على الأرض مغشياً عليها بتذكرها لآلامها اللامتناهية، وذكراها السيئة.
وكانت تقارير إعلامية قد أشارت إلى عدد الإيزيديات اللائي اختطفهن تنظيم داعش عندما اجتاح قضاء سنجار وقرى غرب الموصل، مركز نينوى شمالي العراق في أغسطس 2014 بلغن أكثر من 3 آلاف فتاة من بينهن أطفال، تعرض الكثير منهن للاغتصاب والقتل.