موقف الاتحاد الأوروبي غير الموحد بشأن فرض العقوبات على روسيا في حالة غزوها لأوكرانيا

الدكتور محمد البغدادي (باحث في العلوم القانونية بكلية الحقوق بطنجة)

يستحوذ الرد الكتابي من جانب واشنطن وحلف النيتو بشأن مطالب موسكو في ضوء مشروع الاتفاقية الروسية للضمانات الأمنية المؤرخ في 26 يناير 2022 أهمية كبرى في نظام العلاقات الدولية مشحون بالتحديات الجيو استراتيجية والسياسية، وذلك في ظل خلافات وتجاذبات أمريكية وأوروبية بخصوص فرض العقوبات على روسيا في حالة غزوها لأوكرانيا، وفي خضم التحولات الجارية في النظام الدولي، بما في ذلك استمرار القوى الغربية في مد كييف بالمساعدات العسكرية ضد أي هجوم روسي محتمل أمام تزايد الحشود العسكرية الروسية على الحدود الأوكرانية، هذا فضلا عن أن واشنطن في شخص الرئيس الأمريكي جون بايدن يفكر جليا في التوسع العسكري الأمريكي في جميع أنحاء دول أوروبا الشرقية.

وتجدر الإشارة إلى أن موقف الغرب غير الموحد بقيادة حلف النيتو بشأن نطاق العقوبات المقررة على موسكو كألمانيا وبولندا، وذلك راجع أساسا إلى تضرر مصالح دول الاتحاد الأوروبي بشأن الغاز الروسي ومشروع خط أنبوب الغاز نورد ستريم 2 الذي يربط موسكو وبرلين، وهذا ما أكده الموقف الأوكراني الرسمي بتاريخ 29 يناير 2022.

كما صعدت الرئاسة الأوكرانية من لهجتها ونبرتها اتجاه الغرب في شخص الرئيس الأوكراني الحالي فولوديمير زيلنسكي، حيث طالب الدول الغربية بوقف افتعال التوترات حول مزاعم خطر هجوم روسي على كييف وإثارة المخاوف بين سكان البلاد وإضرار الاقتصاد.

وفي هذا السياق، فإن السؤال الكبير والعريض الذي يثار بحدة هو: هل ستستمر دول الاتحاد الأوروبي في تصادم مصالحها مع أهداف حلف النيتو وواشنطن بشأن فرض العقوبات على موسكو في حاله هجومها على كييف؟.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *