قال مولاي امحمد الخليفة، المحامي والوزير السابق، إن المغرب يعيش هذه الأيام فرحة عارمة من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه بمناسبة الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، مشيرًا إلى أن هذه السنة تحمل “طعمًا خاصًا” لما تحقق من إنجازات وطنية ودبلوماسية كبيرة.

وأضاف الخليفة، خلال مداخلته في ندوة تحت عنوان “الإصلاح السياسي بالمغرب: في الحاجة إلى جيل جديد من الإصلاحات”، التي نظمتها شبيبة العدالة والتنمية في إطار المنتدى السياسي بمدينة المحمدية، اليوم السبت، إن المنتدى يتزامن مع حدثين وطنيين كبيرين: مرور سبعين سنة على استقلال المغرب، والاحتفال بذكرى المسيرة الخضراء، وهما محطتان تجسدان تضحيات أبطال الوطن الذين صنعوا تاريخ المغرب الحديث.
وأوضح المتحدث ذاته، أن مقترح الحكم الذاتي ناتج عن العبقرية المغربية، وأوضح أن يوم 31 أكتوبر المغاربة ملكا وشعبا اعتبروه عيدا “ولا بد لنا وترسيخا في الأعماق لفضيلة ثقافة الاعتراف، أن نقف اجلالا واحتراما وتقديرا لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وشفاه الذي قاد سفينة المغرب منذ توليه العرش، ونتمنى له الصحة والسلامة والعافية ودوام التوفيق”.
كما نوه بالجيش الملكي الذي عانى في المنطقة العازلة وقال “أنتم لا تتصورون عظمة هذه الأمة، كانوا يعجنون الخبز ويعيشون على الكفاف وبأنفة وباعتزاز.. عائلتهم هو حب الوطن”.
وترحم أيضا على شهداء الجيش الملكي والدرك الملكي والقوات المساعدة والأمن الوطني ورجال المطافئ الذين قاموا بعمل جليل في تاريخ المغرب ونابوا عنا في هذه المعركة، كما نوه بالزعماء السياسيين والأحزاب السياسية الذين خاضوا معارك شرسة عبر الدبلوماسية الموازية.
وقال إن هذا الانتصار وهذه الفرحة هي زاد لمعركة أخرى التي هي أكبر، مستشهدا بقول جلالة الملك محمد الخامس “الذي قال رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، واليوم أقول رجعنا من الجهاد الأكبر إلى الجهاد الذي أكبر منه، وهو الجهاد مع النفس الأمارة بالسوء ومن الذي يستطيع أن يتغلب على الحزازات وعلى الماضي”.
وأضاف “اليوم ستبدأ معكرة أخرى إذا لم يتغلب عليها الحس الإنساني وقيم العقل الكبيرة وروح الإسلام بما فيه من تسامح ستكون هذه المعركة من أشد المعارك لأنه الآن ستكون معركة للفكر”.
وتابع “الصحراء مغربية، إذن هذه معركة أقوياء النفوس ومعركة الكبار، معركة بدأها الملك عندما وجّه خطابه للحكومة الجزائرية ولرئيس الدولة، فإذا “تلقفت” دلالات النطق الملكي سنذهب بعيدا وسيحل هذا المشكل “.
ومن جانب آخر، شدد الخليفة على أن المغرب في حاجة إلى اصلاح سياسي متجدد وهذه مهمة كل الأجيال الشابة، لأنها هي من تبني المستقبل، مخاطبا شبيبة الحزب” أنتم منبثقون من رحم حزب انبثق من الشعب وأنتم مسؤولون على حاضر المغرب ومستقبله.






