استقبل رئيس مجلس المستشارين النعم ميارة يومه الإثنين 09 ماي 2022، Gennaro Migliore رئيس برلمان البحر الأبيض المتوسط الذي يقوم حاليا بزيارة عمل لبلادنا على رأس وفد هام، وذلك بحضور عدد من السادة أعضاء مكتب المجلس.
وذكر بلاغ صادر عن رئاسة مجلس المستشارين، أنه خلال هذا الاستقبال أجرى الطرفان مباحثات هامة تناولت سبل تعزيز التعاون البرلماني بين دول البحر الأبيض المتوسط بما يسهم في تحقيق رفاهية ورخاء شعوبها وتقوية أسس التعايش وتثبيت السلم والاستقرار بالمنطقة.
وفي هذا السياق، عبّر النعم ميارة عن تقديره للمجهودات التي يقوم بها برلمان البحر الأبيض المتوسط من أجل تعزيز الحوار والتفاهم المتبادل بين الدول والشعوب المتوسطية التي تتقاسم عددا من القيم المشتركة، مشددا على أن مجلس المستشارين، بصفته عضوا فاعلا في هذه المنظمة البرلمانية الإقليمية الهامة، يتطلع إلى تقوية الشراكة معها وجعلها أكثر رحابة من خلال دعم ديناميتها المتنامية وتجويد العمل المشترك في هذا التجمع البرلماني الهام.
وأضاف ميارة أن المملكة المغربية، المعتزة بهويتها المتوسطية من خلال تكريسها دستوريا وتجلياتها المتعددة في عادات وتقاليد الشعب المغربي، ما فتئت تعمق انخراطها الإيجابي في الفضاء المتوسطي سواء عبر منظمة الإتحاد من أجل المتوسط أو حوار 5+5، كما تبدي انشغالها الدائم بالقضايا التي تؤرق هذا الفضاء كالأمن والإرهاب والجريمة المنظمة وتهريب المخدرات والهجرة السرية والتحولات المناخية وكذا النزاعات الناجمة عن تحديات الأمن الطاقي والغذائي والصحي وتحديات التعافي الاقتصادي من آثار جائحة كورونا.
من جهته، وبعد أن شكر رئيس المجلس على كلمته وما جاء فيها من ترحيب وتناول شامل للقضايا ذات الاهتمام المشترك، نوه Gennaro Migliore رئيس برلمان البحر الأبيض المتوسط بالأدوار الكبيرة التي يضطلع بها مجلس المستشارين كأحد الفاعلين الرئيسيين في برلمان البحر الأبيض المتوسط، مشيرا إلى الحوار الدائم والتعاون الجدي القائم بينهما، حيث ذكر في هذا الصدد عزم هذه المنظمة عقد بعض المؤتمرات على أرض المغرب خصوصا في المحاور المتعلقة بالنهوض بأوضاع الشعوب المتوسطية، كما أشار إلى المنتدى الأورومتوسطي-الخليجي الذي سينعقد شهر دجنبر المقبل والذي سيكون فرصة لتعميق التعاون وتكثيف الجهود بين هذين الفضاءين الجغرافيين لمجابهة التحديات المشتركة ولا سيما ما يتصل باستتباب السلم والأمن والاستقرار في المنطقة.
كما أشاد Gennaro Migliore بما يتميز به المغرب من استقرار سياسي وانفتاح اقتصادي وتسامح ديني، معتبرا أن هذه العوامل كلها تجعل باقي الدول تضع ثقتها في المغرب كفاعل رئيس في المنطقة يعول عليه في إنجاح الجهود المبذولة لرفع ما تجابهه من تحديات وعلى رأسها حاليا تداعيات الحرب الأوكرانية الروسية.
وبعد أن أشار إلى مؤتمر دولي كبير ستحتضنه بلادنا مستقبلا حول حوار الأديان، أكد Gennaro Migliore أن هذا النوع من المناسبات تشكل جسرا حقيقيا لتعميق التعاون والاعتماد المتبادل بين الشمال والجنوب في تجاوز الإكراهات وحل المشاكل المشتركة كالإرهاب والجريمة المنظمة، موجها في هذا السياق الدعوة الرسمية للسيد الرئيس النعم ميارة من أجل المشاركة في المؤتمر الهام الذي سيتم تنظيمه في نابولي خلال شهر يونيو المقبل حول هذا الموضوع بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالجريمة والمخدرات.
وعلى صعيد آخر لم يفت الرئيس خلال هذا اللقاء إطلاع وفد برلمان البحر الأبيض المتوسط على وضعية مجلس المستشارين في البناء المؤسساتي الوطني وخصوصياته الآتية من تركيبته المتميزة بالحضور الوازن للجماعات الترابية والغرف المهنية ورجال الأعمال والطبقة الشغيلة، مما يلقى على المجلس بمسؤوليات تتجاوز المجال التشريعي، مقارنة مع باقي المؤسسات البرلمانية، لتشمل الانفتاح على محيطه المجتمعي والمؤسساتي واحتضان النقاش العمومي التعددي والتداول، بمنطق استراتيجي، في مختلف القضايا الكبرى للوطن ، مذكرا في هذا السياق بالمنتديات التي ينظمها المجلس سنويا أو التي يخطط لها في المستقبل القريب كالجهوية والعدالة الاجتماعية ومناخ الأعمال وأدوار الغرف المهنية والشباب.