هاشتاغ.الرباط
انطلقت صباح اليوم الثلاثاء 05 يوليوز الجاري، بالرباط، فعاليات المنتدى البرلماني الذي ينظم تحت شعار ” المغرب ومنظومة دول الأنديز “التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري والأمن الطاقي”، والذي حضرته برلمانات من أمريكا اللاتينية وكذا بمشاركة الغرفة الثانية بالبرلمان المغربي مجلس المستشارين.
وفي هذا الصدد، بعدما جدد رئيس مجلس المستشارين، النعم ميارة، الترحيب بالبرلمانات الللاتينية المشاركة في المنتدى، قدم التهاني بمناسبة نجاح أشغال الجلسة العامة للبرلمان الأنديني الذي انعقد يوم أمس بمدينة العيون.
ونوه النعم ميارة في كلمة له بمناسبة انطلاق فعاليات المنتدي البرلماني، (نوه) بروح التعاون العالية بين البرلمانات والزخم الكبير الذي تعرفه العلاقات، والتي وصلت إلى مستويات سياسية مهمة تجسد أساسا في تطابق وجهات النظر وفعالية التنسيق في القضايا المشتركة، مؤكداً بأنه على يقين تام أن المرحلة المقبلة ستكون فرصة سانحة لبناء أبعاد جديدة للعلاقات المشتركة، أساسها التنمية المشتركة والتعاون الاقتصادي المثمر وتبادل الممارسات الفضلى في الملفات الكبرى المطروحة على الأجندة التنموية المشتركة كالأمن الاستراتيجي والتكامل الاقتصادي والتبادل التجاري الخالق للفرص وللقيمة المضافة.
وتابع النعم ميارة قائلا ” قد كان اختيار موضوع هذا المنتدى صائبا، خاصة وأن التحدي الأكبر في المرحلة المقبلة سيكون اقتصاديا وتجاريا. خصوصا وأن العالم يعرف تغيرات كبرى جراء استمرار تبعات جائحة كوفيد 19 وسياسة صفر كوفيد بالصين والأزمة الاستراتيجية في بحر أزوف بين أوكرانيا وروسيا والخلل المقلق لسلاسل الامداد العالمية والارتفاع الكبير للأسعار في أسواق الطاقة العالمية. وهذه التغيرات تؤثر علينا جميعا، ونحن مطالبون لتحمل المسؤولية كاملة من أجل انبثاق جيل جديد ونموذج متقدم للتعاون البرلماني القادر على المساهمة في تجاوز كل إكراهات المرحلة والعمل على جعل البرلمانات محركا أساسيا لتجاوز التبعات السلبية للأزمات الحالية.
وزاد رئيس مجلس المستشارين ” إن المغرب ومنظومة دول الأنديز يمتلكان كل فرص التنمية المشتركة، فمواقعنا الجغرافية والبنية التحتية اللوجيستية الواعدة تؤهلنا للعب دور محوري في المعادلة التجارية العالمية، خاصة وأن دول الأنديز تعتبر البوابة الغربية للفضاء الاقتصادي الأطلسي والمغرب يعتبر بوابة المنظومة الاقتصادية وسلسلة القيمة المتوسطية، وهي وضعية تتيح تسهيل التبادل التجاري والتوطين العملي لمجموعة من الصناعات والخدمات والأنشطة اللوجيستية والمناطق الحرة للتصدير. كما أن السوق المشتركة البينية تتشكل من حوالي 195 مليون مستهلك، والسوق المشتركة القارية تتشكل من حوالي 2.1 مليار مستهلك بينهم 1.3 مليار بالقارة الإفريقية وحوالي 700 مليون بأمريكا اللاتينية والكراييب. وينضاف لهذه المؤشرات الديمغرافية، مجموعة من الاعدادات الطبيعية مثل التوفر على سواحل هامة من شأنها تسهيل تطوير منظومة متكاملة لاقتصاد البحر، والتوفر على إمكانات باطنية استراتيجية كالفوسفاط الذي يعتبر عنصرا محوريا في معادلة السيادة الغذائية العالمية، بجانب البترول والغاز، وإمكانات طبيعية هائلة ستمكن المغرب ومنظومة دول الأنديز من الريادة في مجال إنتاج الهدروجين الأخضر الذي سيكون الوقود الفعلي للمستقبل وعاملا محددا لمعادة السيادة الطاقية.”
وأضاف ” لكن وعلى الرغم من كل هذه المكانات المهمة، يسجل أن مستوى التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين المملكة المغربية ومنظومة دول الأنديز لا زال بعيدا عن طموحاتنا المشتركة، وتطوير علاقاتنا الاقتصادية والتجارية يجب أن يكون في صلب اهتماماتنا المشتركة. خاصة وأن المغرب يستطيع فتح سوق مهمة لدول الانديز مكونة من 1.3 مليار مستهلك في إطار اتفاقية التبادل الحر القارية، وأن دول الأنديز تشكل حوالي 32% من السوق الامريكية اللاتينية. كما نمتلك القدرة على بناء سلسلة قيمة مشتركة خاصة على مستوى الصناعات الغذائية والصناعات الالكترونية والأسمدة والصناعات البحرية. ويشكل المحور اللوجيستي المشترك عاملا محددا في ضمان تنافسية أنشطتنا التجارية المشتركة وعنصرا أساسيا لتعزيز تموقعنا في الخارطة التجارية العالمية.”
وفي هذا الإطار، وتوخيا للنجاح في تحقيق طموحاتنا المشتركة فإننا ندعو للتفكير في إمكانية انشاء آلية للشاور السياسي والتعاون من أجل تعزيز التنمية والتجارة والتبادل الممارسات التكنولوجية الفضلى والحوار، وذلك من أجل العمل على انبثاق إطار تعاون عملي وفعال قد يصل في المستقبل الى مستوى منطقة تبادل حر أو فضاء اقتصادي متقدم.
كما أكد رئيس مجلس المستشارين على ضرورة تشجيع خلق صناديق استثمارية بين المغرب ومنظومة دول الأنديز لتشجيع التوطين المشترك للأنشطة الصناعية والفلاحية والخدماتية، والتفكير في إنشاء مؤسسة لتمويل التنمية المشتركة، إضافة إلى أهمية التنسيق وتجاتف الجهود بين البلدان من أجل بلورة خطط مبتكرة لمواكبة التحولات الكبرى في منظومة التجارة العالمية من خلال وضع تدابير عملية للولوج القوي لدينامية الثورة الصناعية الرابعة والتحول الرقمي وتسريع آليات تقوية صبيب الربط بشبكة الإنترنت والاستثمار في جيلها الخامس والاستمرار في تقوية الربط اللوجيستي بين مطارات منظومة دول الأنديز والمغرب وموانئ طنجة المتوسط والداخلة الأطلسي بالصحراء المغربية والذي ستتنهي فيه الأشغال في السنوات القليلة المقبلة من جهة، والمنظومة المينائية لدول الأنديز من جهة أخرى.
ودعا النعم ميارة بهذه المناسبة لتبادل الزيارات بين رجال الأعمال وإحداث مجلس أعمال مشترك يتيح تنسيق الجهود ويطور قاعدة بيانات تفاعلية للفرص والإمكانات الاستثمارية المشتركة، مشيراً الى أنه على يقين أن هذا اللقاء سيكون اللبنة الأولى لانبثاق نموذج جديد من التعاون الاقتصادي المشترك بين المملكة المغربية ومنظومة دول الأنديز، ونحن مطالبون بالتسريع بتنفيذ كل التوصيات الصادرة عن هذا المنتدى من أجل المساهمة في الوصول الى طموح تجاوز 1.5 مليار دولار على مستوى المبادلات التجارية البينية في أفق سنة 2035.