ميناء الناظور.. مشروع ملكي يترنح بين مواعيد متضاربة وتأجيلات متكررة

#هاشتاغ
يبدو أن مشروع ميناء الناظور غرب المتوسط، الذي خصصت له استثمارات ضخمة تجاوزت 11.56 مليار درهم، لا يزال يواجه عراقيل زمنية تعرقل خروجه إلى حيز التنفيذ، وسط تضارب واضح في التصريحات الحكومية بشأن موعد افتتاحه الرسمي.

فبعدما سبق لوزير التجارة والصناعة، رياض مزور، أن أعلن في سنة 2023 عن قرب جاهزية الميناء خلال عام 2024، عاد وزير التجهيز والماء، نزار بركة، ليؤكد في جلسة برلمانية حديثة أن تشغيل الميناء لن يتم قبل النصف الثاني من سنة 2026، في تأجيل جديد يثير التساؤلات حول مصير هذا المشروع العملاق.

وكانت توقعات سابقة صادرة عن جهات حكومية قد أشارت إلى انتهاء الأشغال في بداية 2025، إلا أن توالي التأجيلات يكشف عن تعثرات لوجستية وتقنية، خاصة ما يتعلق باستيراد المعدات والتكنولوجيا المتخصصة في تشغيل الموانئ.

ورغم هذا التعثر، لا تزال الرؤية الملكية حريصة على الدفع بالمشروع نحو النجاح. ففي رسالة وجهها الملك محمد السادس إلى المشاركين في قمة “إفريقيا من أجل المحيط” المنعقدة مؤخراً بفرنسا، جدد جلالته التأكيد على الطابع الاستراتيجي لهذا الميناء، مشدداً على أنه يشكل رافعة حيوية لتعزيز موقع المغرب البحري وتحويله إلى منصة صناعية ولوجستية من الطراز الأول.

كما أكد الملك على أن ميناء الناظور غرب المتوسط، إلى جانب ميناء الداخلة الأطلسي، يمثلان ركيزتين أساسيتين ضمن رؤية طموحة لربط شمال إفريقيا بجنوبها، وتحقيق اندماج اقتصادي أوسع في القارة الإفريقية.

ومع استمرار التأجيلات، تطرح أسئلة ملحة حول مدى قدرة الحكومة على احترام آجال الإنجاز الجديدة، وتحقيق أهداف المشروع الاستراتيجية في ظل التحديات الراهنة.