خ.ب
في خطوة أثارت استهجان الأوساط الشعبية والنقاد على حدٍ سواء، صرحت وزيرة الاقتصاد والمالية نادية فتاح العلوي داخل قبة البرلمان أن الأسعار في المغرب شهدت «انخفاضات متتالية» في بداية عام 2025.
لكن هذه الأرقام التي تتحدث عنها الوزيرة تتناقض تماماً مع واقع الأسواق التي يكتوي المواطنون بلهيب أسعار الخضروات والفواكه والمواد الاستهلاكية مع حكومة عزيز أخنوش.
هذه الخطابات التي تنبع من أبراج عاجية بعيدة كل البعد عن واقع الشعب المغربي و تثير تساؤلاً محوريا:
هل تعيش السيدة الوزيرة ضمن سياق المجتمع المغربي؟ وهل تتسوق مثل باقي المواطنين وتمشى في الأسواق والمحلات التجارية لتكتشف أن الأسعار لم تنخفض أبداً؟
على العكس يا سيدتي، فالخضروات واللحوم والفواكه… وصلت إلى مستويات قياسية غير مسبوقة حيث أصبح الاقتناء يشكل هما يومياً للأسر التي تكابد لتوفير أبسط احتياجات أبنائها في ظل الأوضاع المعيشية الخانقة التي خلفتها لسياسات الحكومة التي أنت جزء منها.
وأمام هذه التناقضات التي تكشف كذب الأرقام على الأرض تتسع الفجوة بين ما تقوله الحكومة في بياناتها وبين ما يعيشه الشعب في واقعه اليومي.
ويبدو أن الوزيرة إما تتجاهل الحقيقة عمداً لتسويق صورة غير واقعية للأسعار ببلادنا بغية تلميع صورة حكومة زعيمها أخنوش، وإما أنها بعيدة تمام البعد عما يجري في الأسواق، غير مدركة أن القوة الشرائية تتآكل والنطاقات الفقيرة تتسع بسبب الغلاء المستمر.
في كلا الحالتين فهذا التناقض والافتراء يزيد للأسف في فقدان المغاربة ثقتهم في الطبقة السياسية ومدبر الشأن العام بمثل هكذا تصريحات وسلوك حكومي غير مفهوم.
