ابو المهدي
يبدو ان علاقة الامين العام لحزب التقدم و الاشتراكية ، نبيل بنعبد الله بنظيره عبد اللطيف وهبي زعيم الاصالة و المعاصرة ، تفوق ما يبدو عليه الامر من تنسيق سياسي او تحالف مستقبلي في افق الانتخابات المقبلة .
فهذه العلاقة بدأت تأخد طابع الانصهار و التداخل الكلي و المطلق ما بين الرجلين ، حتى ان السيد نبيل بنعبد الله سحب كل ” اللاءات” الكثيرة التي سبق و ان رفعها في وجه الاصالة و المعاصرة ، و لم يعد للكلمات الرنانة الرافظة لهذا الحزب و لمشروعه “التحكم” ، مكان في القاموس الجديد لزعيم التقدم و الاشتراكية.
بقدرة قادر اصبح “البام” حزب عادي و حزب بدون جدور تحكمية ، و لم يعد يشكل خطرا على الحياة السياسية ، و ان السيد عبد اللطيف وهبي القادم من حزب الطليعة الى مقعد قيادة الجرار استطاع تغير مورفولوجية و جغرافية هذا الحزب و تخلص من كل الشوائب التي كانت تعلق به و طرد الاعيان و استقدم مكانهم الثوار و الغيفاريين و الاطر الملتزمة (في ظرف 6 اشهر ) .
كما يقول احد ابناء التقدم و الاشتراكية ، نبيل بنعبد الله توصل الى قناعة مفادها ان ما يوجد في النهر لا يوجد في البحر ، بمعنى انه بعد التجربة الفاشلة التي وضع فيها الزعيم نبيل بيض التقدم و الاشتراكية كله في سلة العدالة و التنمية ، و خرج هو و الحزب خاويي الوفاض ، اليوم يريد البحث عن الاسماك ، في حوض الاصالة و المعاصرة .
و كما يضيف نفس المصدر فان الاسماك التي يبحث عنها نبيل بنعبد الله ، ما هي الا دائرة انتخابية يستطيع من خلالها تحقيق حلمه بالوصل الى البرلمان ، و مسح اثار هذه العقدة التاريخية التي لازمت مساره كزعيم سياسي لم يستطع الوصول من قبل الى البرلمان عبر شرعية الارض .
استنتاجات كثيرة تلف هذه الصفقة التي تنسج في سرية تامة ، والتي ستمكن بنعبد الله من قبة البرلمان و ستمكن الاصالة و المعاصرة في صيغته الحالية من تطبيع وجوده السياسي الجديد عبر حزب التقدم و الاشتراكية و شركائه السياسيين .
و على ما يبدو ان مدينة الجديدة ، ستشكل الاطار المناسب لتنزيل بنود هذه الحبكة ، حيث تبقى هي الدائرة المناسبة لنجاح بنعبد الله ، في ظل عدم ترشيح البام لاي مرشح بهذه الدائر و العمل على دعم السي نبيل بالعدة و العتاد لنيل مراده الانتخابي .