نبيل بنعبد الله… من زعيم مستأثر إلى بائع أوهام في السوق الانتخابية

مولاي العربي أحمد
في مشهد يعكس انفصالًا صارخًا عن الواقع السياسي المغربي، خرج نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، بتصريح مثير مفاده أن حزبه مرشح للفوز بالمرتبة الأولى في انتخابات 2026. لكن المتتبعين للمشهد الحزبي يرون أن هذا الكلام لا يعدو أن يكون استهلاكًا داخليًا وبروباغندا موجهة لتلميع صورة باهتة لحزب يعاني من الهشاشة السياسية والتنظيمية.

فمن الناحية الواقعية، لا يتوفر حزب التقدم والاشتراكية إلا على تمثيلية محدودة جدًا في مجلس النواب، في وقت يغيب تمامًا عن مجلس المستشارين، ويمتلك عددًا ضعيفًا من المنتخبين المحليين بالجماعات الترابية، الأمر الذي يضعف حضوره الميداني ويكشف محدودية تأثيره في الخريطة الانتخابية الوطنية.

تصريحات بنعبد الله، الذي يقود الحزب منذ أكثر من عقدين، تثير تساؤلات جدية حول مدى انسجامها مع الواقع السياسي، خاصة أن الحزب لم يُظهر خلال السنوات الأخيرة قدرة على التوسع أو تجديد نخبه أو تقديم عرض سياسي مقنع. بل إن استمراره على رأس الحزب لأربع ولايات متتالية يكرس صورة “الزعيم الأبدي”، الذي يتحدث عن الديمقراطية ويحتكر القرار داخل حزب صغير لا يمارسها داخليًا.

وفي الوقت الذي تراهن فيه الأحزاب الكبرى على تعزيز مواقعها الانتخابية من خلال الحضور الميداني والتخصص في دوائر النفوذ، يكتفي حزب التقدم والاشتراكية بخطاب شعاراتي قديم ومحاولات يائسة لإعادة تسويق نفس الوجوه ونفس اللغة السياسية التي لم تعد تقنع أحدًا، لا داخل الحزب ولا خارجه.

إن ما يقوم به نبيل بنعبد الله اليوم لا يمكن وصفه سوى بمحاولة بائسة لتضليل الرأي العام، وإيهام المغاربة، وحتى من تبقى من مناضلي حزبه، بإمكانية لا تستند إلى أي أساس واقعي. فهو يدرك جيدًا أن حزب التقدم والاشتراكية في وضع لا يؤهله لا لقيادة المشهد السياسي ولا حتى للعب دور الوسيط فيه، ومع ذلك يُصر على تصدر الواجهة الخطابية، كأنما يكفي الكلام لكسب صناديق الاقتراع.