نزار بركة يفجرها: الفساد تضاعف في عهد حكومة أخنوش والمشكل قيم قبل أن يكون قوانين

هاشتاغ
وجه الأمين العام لحزب الاستقلال، نزار بركة، اتهاماً مباشراً وغير مسبوق إلى حكومة عزيز أخنوش، مؤكداً أن الفساد في المغرب لم يتراجع كما يُروج له رسمياً، بل ازداد وتضاعف حجمه خلال السنوات الأربع الأخيرة، وهي الفترة التي تولت فيها الحكومة الحالية تدبير الشأن العام.

وقال بركة، خلال كلمته في ملتقى الميزان للشباب 2.0 المنعقد يوم السبت 1 نونبر 2025، أمام أكثر من 1500 شاب وشابة من مختلف جهات المملكة، إن “الفساد موجود، بل ازداد للأسف الشديد، وعدد المتابعات المسجلة في قضايا الفساد خلال الأربع سنوات الأخيرة بلغ مستوى قياسياً لم يسبق له مثيل في البلاد”، مشيراً إلى أن ذلك يشمل “برلمانيين ومنتخبين وقضاة وموظفين وغيرهم”.

واعتبر بركة أن هذه الأرقام، رغم أنها تعكس نشاطاً أكبر للمؤسسات الرقابية والقضائية، إلا أنها تكشف فشلاً حكومياً في تجفيف منابع الفساد، مضيفاً أن “المشكل اليوم ليس في النصوص القانونية، بل في انهيار منظومة القيم”، على حد تعبيره.

وقال الأمين العام لحزب الاستقلال بنبرة حازمة: “المفسدون أصبحوا يُكافأون، والمعقول أصبح ضعيفاً، لأن القيم تغيّرت. لا يمكن أن نُحارب الفساد بالقوانين فقط، بل يجب أن نُعيد الاعتبار لقيمنا الإسلامية، لقيم النزاهة والأمانة والعمل الشريف”.

وفي انتقاد لاذع للواقع الاجتماعي والسياسي، اتهم بركة الحكومة بشكل ضمني بتغذية “ثقافة الهمزة والوصولية والفراقشية”، معتبراً أن هذه السلوكيات “تضر بمصالح البلاد وتفقد المواطن الثقة في وطنه ومؤسساته”، قبل أن يضيف: “حينما يرى المواطن أن الوصولية تُكافأ والشفافية تُقصى، فكيف نطلب منه أن يؤمن بالوطن؟”.

وأكد بركة أن حزب الاستقلال سيتصدى لهذه الظواهر من موقعه السياسي والأخلاقي، مشدداً على أن “المرحلة تتطلب شجاعة جماعية لإصلاح ما أفسدته ثقافة المصالح الضيقة”، داعياً إلى “إبراز النماذج النظيفة بدل تكريم الفاسدين”.

وشهدت الجلسة الافتتاحية للملتقى حضور عدد من وزراء الحزب وأعضاء لجنته التنفيذية، إلى جانب آلاف الشباب الذين تفاعلوا مع الخطاب بقوة، خاصة حين دعا بركة إلى “عودة الروح إلى العمل السياسي القيمي القائم على المصلحة العامة لا على الريع والزبونية”.

كما وصف نزار بركة الشباب المغربي بـ“جيل الفتح المبين”، مستشهداً بالآية الكريمة التي اعتمدها الملك محمد السادس في أحد خطاباته السامية: “إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً”. واعتبر أن المغرب يعيش “فتحاً جديداً في مسار الدولة، من الدفاع إلى البناء والسيادة والريادة”، لكن هذا “الفتح لن يتحقق ما دام الفساد يقوّض ثقة المواطن في مؤسسات بلده”.

وخُتم الملتقى بعدد من التوصيات التي ستشكل أساس “ميثاق الشباب” المزمع تقديمه في 11 يناير 2026، بالتزامن مع الذكرى 82 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، وسط تأكيد من قيادة الحزب على أن محاربة الفساد واسترجاع القيم الأخلاقية سيكونان أولوية في المرحلة المقبلة.