بعد عقود من الدراسات والتأجيلات، يعود مشروع النفق الرابط بين إسبانيا والمغرب إلى الواجهة بقوة، ليشكل أحد أضخم المشاريع الهندسية في العالم، بميزانية تقدّر بـ30 مليار يورو وأفق افتتاح متوقع في عام 2040.
ويهدف هذا النفق، الذي سيمتد لمسافة 60 كيلومتراً منها 28 كيلومتراً تحت مياه مضيق جبل طارق، إلى الربط المباشر بين القارتين الأوروبية والأفريقية عبر خط حديدي مزدوج، في خطوة من شأنها إحداث تحوّل نوعي في حركة الأشخاص والبضائع والسياحة بين الضفتين.
المشروع الذي ظل لسنوات مجرد فكرة طموحة، حظي مؤخراً بدفعة مالية جديدة من الاتحاد الأوروبي، عبر تخصيص 4,7 ملايين يورو لدراسات الجدوى والمسح الجيولوجي.
وقد اختيرت نقطة “عتبة كمارينال” كمسار أكثر ملاءمة فنياً، رغم التحديات الجيولوجية والتي تفرض الحفر على عمق 300 متر تحت قاع البحر، مع مراعاة النشاط الزلزالي القوي والتيارات المائية في المضيق.
ويرى خبراء النقل أن النفق سيغير قواعد اللعبة في مجال الربط القاري، إذ سيسهل حركة البضائع ويقلص تكاليف النقل والوقت، ويخلق فرصاً جديدة للتعاون الاقتصادي والثقافي بين أوروبا وأفريقيا. كما يتوقع أن يعزز موقع المغرب كبوابة رئيسية للقارة السمراء، ويجعل من إسبانيا محوراً لوجستياً عالمياً.
وفي حال اكتماله في الموعد المحدد عام 2040، سيكون النفق الأطول من نوعه في العالم، متجاوزاً مشاريع مماثلة في أوروبا وآسيا، ويمثل رمزاً عملياً للتعاون العابر للحدود وللاستثمار في البنية التحتية الكبرى ذات الأثر الاستراتيجي البعيد المدى.