في ردّ قوي على تصريحات وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، خلال استضافتها في لقاء نظمته مؤسسة الفقيه التطواني، هاجم المكتب النقابي الموحد للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بشركة سامير الوزيرة، متهمًا إياها بـ“الجهل العميق بالطاقات البترولية والانحياز للوبيات المعادية للسيادة الطاقية للمغرب”.
النقابة وصفت تصريحات بنعلي حول غياب مستثمرين مهتمين بإعادة تشغيل المصفاة بـ“المضللة والكاذبة”، معتبرة أنها تمس بالمصالح العليا للبلاد، وتقوض جهود المغرب في جذب الاستثمارات، بل وتمنح خصوم المملكة حججًا في التحكيم الدولي.
وفي هجوم لاذع، شددت النقابة على أن الوزيرة “لا تملك أي تفويض شعبي ولا تعاقد انتخابي” يخول لها الحديث باسم ساكنة المحمدية، بل جاءت للحكومة عبر “تلوين سياسي في آخر لحظة بدعوى الكفاءة”، إلا أن “الأيام أثبتت فشلها الذريع وضعف إدراكها لأهمية الطاقة البترولية في المعادلة الطاقية للمغرب”.
وأكدت النقابة أن “تصريحات بنعلي ليست سوى تشويش مقصود لإفشال الجهود الرامية إلى إعادة تشغيل مصفاة سامير، في وقت يعتبر فيه التكرير الخيار الوحيد لضمان الأمن الطاقي للمغرب، وحماية آلاف الوظائف المرتبطة بالمصفاة”.
ولم تتوقف الانتقادات عند هذا الحد، بل أشارت النقابة إلى أن “العديد من المستثمرين أبدوا اهتمامهم بشراء أصول سامير، وهو ما يتجلى بوضوح في الوفود التي تزور المصفاة بشكل مستمر”، مضيفة أن “العرقلة الحقيقية تأتي من تردد الدولة في توضيح سياستها بخصوص الاستثمار في قطاع التكرير”.
وفيما يتعلق بالتلوث، حمّلت النقابة الوزيرة “مسؤولية انتشار الغبار الأسود في المحمدية والقنيطرة والجديدة وآسفي”، مؤكدة أن “توقف سامير أجبر المحطة الحرارية بالمحمدية على استخدام الفحم الحجري الأكثر تلويثًا، بسبب غياب الفيول الصناعي الذي كانت توفره المصفاة”، وهو ما يزيد من تفاقم الأزمة البيئية في هذه المدن.