نهاية جيراندو.. المرتزق الذي احترق بناره

هاشتاغ _ الرباط

في عالم الوهم الذي صنعه هشام جيراندو لنفسه، كان يعتقد أن التلاعب بالرأي العام، والصراخ العالي، والابتزاز المستتر خلف عباءة “النضال”، يمكن أن يحميه إلى الأبد.

لكنه لم يكن يدرك أن قواعد اللعبة التي اختارها ستلتهمه في النهاية. فاليوم يقف هذا الشخص أمام لحظة الحقيقة، لا كمناضل ولا كصوت حر، بل كمجرد ورقة احترقت في نار ممارساته القذرة.

هشام جيراندو لم يكن يومًا مدافعًا عن القضايا العادلة، بل كان لاعبًا بارعًا في التكتيكات الانتهازية، يهاجم حين يظن نفسه في موقع قوة، ويتوسل عندما يسقط في مستنقع حماقاته.

فالرجل بدأ مشواره بالهجوم الأرعن على المؤسسة الملكية، ثم تراجع عندما أدرك أن اللعب مع الكبار ليس متاحًا للهواة، ليعيد توجيه سهامه نحو أهداف أخرى، وفق مصلحته الظرفية.

واليوم، بعد أن فقد كل أدواته القذرة، وبعد أن بات محاصرًا قانونيًا سواء في المغرب أو كندا، لم يجد سوى الاحتماء بأسطوانة “المظلومية”، وكأنه لم يكن هو من صنع عداءه لنفسه، ولم يكن هو من اختار طريق التصعيد والتشهير والابتزاز كمنهج حياة.

العدالة التي طالما سخر منها أصبحت اليوم تطارده، والأوهام التي كان يبيعها لأنصاره تهاوت أمام أول اختبار حقيقي. فماذا تبقى له؟ لا شيء سوى العزلة، وفقدان أي تأثير، ووقوفه وحيدًا في مواجهة الحقيقة التي لطالما تهرب منها.

الحساب قادم، والصراخ لن ينفع، والمسرحيات الرديئة التي اعتاد تقديمها فقدت جمهورها. اليوم، هشام جيراندو ليس سوى رجل انتهى إعلاميا، والأيام القادمة لن تكون سوى العد التنازلي لسقوطه الأخير.