نوفل البعمري: يعلق على موقف العدالة والتنمية من إستقبال حزب موريتاني لقيادي بالبوليساريو

أثار استقبال حزب التجمع الوطني للإصلاح الموريتاني (تواصل) لمسؤول بجبهة البوليساريو غضب حليف الحزب الإسلامي الموريتاني بالمغرب، العدالة والتنمية، الذي استنكر هذه الخطوة.

وعبر حزب العدالة والتنمية فيبيان موقع من قبل النائب الأول للأمين العام للحزب سليمان العمراني عن استغراب الحزب للاستقبال الذي خص به محمد ولد سيدي رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح الموريتاني (تواصل) لـ « وزير خارجية »، جبهة البوليساريو محمد سالم ولد السالك.

وقال حزب العثماني إنه تفاجأ « إلى جانب باقي مكونات الشعب المغربي وقواه الحية وعموم الرأي العام الوطني، للخبر الذي تداولته مختلف المنابر الإعلامية وشبكات التواصل الإجتماعي والمتعلق باستضافة رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح الموريتاني « تواصل » لمسؤول في الكيان الإنفصالي « بوليساريو »، وهي الخطوة التي أثارت استغرابنا ولا تنسجم سياقيا ومع العلاقات التاريخية بين الحزبين ».

وعبر حزب المصباح عن رفضه « التام والمطلق لهذه الخطوة الخاطئة والمؤثرة سلبا على علاقات حزبينا، ليرجو أن تقوم قيادة حزب « تواصل »  بتصحيح ما ينبغي تصحيحه ».

وإثر ذلك نشر الحزب الموريتاني توضيحا قال فيه إن اللقاء تم بناء على طلب من القيادي في جبهة البوليساريو وأضاف أنه « حريص على علاقة قوية ومتوازنة مع مختلف الأطراف المعنية بالنزاع في الصحراء. »

المحامي والخبير في ملف الصحراء نوفل البعمري يعتبر في تصريح ل(موقع القناة الثانية) أن هذه الخطوة لا تمثل الموقف الرسمي لموريتانيا من ملف الصحراء، مضيفا أن الموقف الرسمي هو « الذي عبر عنه وزير خارجية موريتانيا إبان صدور قرار مجلس الأمن حول الصحراء، والذي عبر فيه عن دعم الدولة الموريتانية للحل السياسي المتوافق بشأنه، وأن موريتانيا ترغب في إنهاء النزاع لأنه أصبح معيقا للبناء المغاربي. »

وبالتالي، يضيف البعمري،  » فما يهم المغرب  هو تصريح المسؤولين الرسميين للدولة الموريتانية الذي يتجه نحو التوازن و الحياد الإيجابي، ويعكس تطور الوعي بمخاطر النزاع على المنطقة المغاربية، خاصة فيما يتعلق بالوحدة و التكامل اللتين طالما المغرب طالب بهما، عبر  مد يده لكل الأطراف بما فيها الشقيقة موريتانيا لبناء علاقة متوازنة، تعتمد على الدفاع عن المصالح المشتركة و المواجهة الجماعية للتهديدات الأمنية التي تواجه المنطقة. »

وبخصوص الاستقبال الذي حظي به مسؤول العلاقات الخارجية في تنظيم البوليساريو من طرف حزب  التجمع الوطني للإصلاح، يقول البعمري، يتعلق بخطوة قام بها حزب متموقع في المعارضة « ولا يعبر عن الموقف الرسمي لموريتانيا، و هو الأمر الذي تفاعل معه العدالة و التنمية لاعتبارات القرب الاديولوجي التي تجمع الحزبين بحكم انتماءهما معا للتيار الإسلامي. »

وأشار البعمري إلى أنه  » ما يُسجل بشكل إيجابي على موقف العدالة و التنمية هو أن من عبر على موقف الحزب هو نائب الأمين العام للحزب، تفاديا لاختلاط صفة الأمين العام للعدالة و التنمية سعد الدين العثماني بصفته كرئيس للحكومة، مما جنب المغرب و الحكومة اي تأويل لموقف العدالة و التنمية،  اتجاه هذه الخطوة التي تظل مستغربة و لا تتماشى مع التوجهات التي تم الإعلان عنها رسميا من طرف دولة موريتانيا. »

وخلص البعمري إلى « استجابة الحزب لدعوة تنظيم البوليساريو لحضور مؤتمرها قد يشكل نوعا من الانزياح غير المفهوم من الناحية السياسية، إذ سيطرح سؤالا عن جدوى مغامرة الحزب الإسلامي الموريتاني بعلاقته  التارخية مع حزب مغربي يقود الحكومة و يتقاسم معه نفس المرجعية، مقابل علاقة بتنظيم تعيش عزلة سياسية إقليميا و أمميا. »

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *