هاشم أشهبار يكتب: تجديد النخب من أجل اقتصاد أفضل

هاشم اشهبار يكتب: « تجديد النخب من أجل اقتصاد أفضل « 

يقول جوزيف شومبيتر صاحب كتاب الرأسمالية والاشتراكية و الديمقراطية، إن نجاح النظام الرأسمالي رهين بقدرة هذا النظام على التجديد والابداع.

وفي دولة كالمغرب، يحكمها حزب رديكالي (الإسلام السياسي)من الصعب جدا التحدث حول الإبداع أو التجديد، كما أني أرى أن شخصية كسعد الدين العثماني رئيس حكومتنا المحترم، لا يمكن أن تخاطبه بلغة التطور التكنولوجي و التقنيات الحديثة ، أو أن تقنعه بأن هذان العاملان هما من الأسس المهمة في عصرنا هذا إذا ما أردنا خلق اقتصاد قوي و متين ، خاصة و نحن لا نعرف عن البحث العلمي سوى اسمه، و أننا منهيون عن التفكير مدامت فرنسا و أمريكا تفكران لنا!!

حتى بالنسبة الرأسمال البشري، الذي تحدث عنه الملك محمد السادس في مناسبة سابقة، و ضرورة استغلاله و تهييئه بالشكل الذي يخدم الصناعات الحديثة، لم نرى برامج حقيقية قد أنزلت لهذا الغرض، في تباين واضح بين خطب الملك و بين انجازات حكومته العاجزة…
و لنفرض جدلا، أننا سألنا أي وزير أو حتى إطار عال في وزارة الإقتصاد المغربية أو غيرها ، عن رأيهم في شخص كبول رومر صاحب نظرية « النمو الداخلي  » والحائز على جائزة نوبل للإقتصاد 2018، أو شخصيات كايلون ماسك صاحب شركة تسلا ؟ أو لاري اليسون صاحب شركة أوراكل، أو جيف بيزوس صاحب شركة أمازون، فكيف ستكون أجاتهم في اعتقادكم ؟ في الغالب ستكون إجابتهم؟

و هنا تكمن المشكلة بالضبط أيها السادة، حيث أن نخبنا السياسية جاهلة تماما بما يجري حولها في العالم، هم لا يعرفون سوى السياسة و فن الكلام المنمق و طرق الإنحناء بزاوية 60درجة ، وكيف يكيفون كل الأمور في ما يخدم أجنداتهم الضيقة، حتى إن كان ذلك على حساب البلد.

في الوقت الذي نرى فيه دولا تعيد هيكلة اقتصاداتها وفق قواعد عصرية و مفاهيم إقتصادية حديثة مبنية على نظريات جديدة ، خصوصا و أن العالم اليوم تحكمه شركات عملاقة ك الميكروسوفت و جوجل و آبل و امازون و على بابا و تسلا و غيرهاااا، و هي شركات ضخمة جدا تنافس دولا كبرى!!!! و خذ شركة كgénéral Electric مثلا، الأم الفعلية لشركة général motors، يصل عدد مستخدميها داخل الولايات المتحدة فقط، إلى 300 الف و أزيد من مليون شخص حول العالم، تخيل اذن حجم ميزانية أحدى هاته الشركات التي توازي ميزانية دولة كدولتنا أو مجموع دول أفريقية !!!!

إن المحددات الأساسية اليوم، لبناء اقتصاد قوي لم تعد تقتصر على الرأسمال فقط أو التحسين من سبل الإنتاج كما كان في الماضي، فالحال اليوم أكثر تعقيدا، و إن شروط تقدم أي اقتصاد تقتضي بالضرورة تقدما تقنيا و تطورا تكنولوجيا و قدرة على الإبداع و ابتكار أفكار و وسائل جديدة للإنتاج، ثم بعد ذلك حجم الرأسمال و الرأسمال البشري « المتعلم » ….

إن النظريات الإقتصادية الحديثة أيها الأصدقاء، تعتمد في جوهرها على « الرأسمال التقني و التكنولوجي » ، حيث أن ما يعرفه العالم اليوم من ثورة إلكترونية و معلوماتية لا يمكن مواجهتها بنظريات آدم سميث أو كارل ماركس الإقتصادية او ديكينز او ناش، أو توهيم أنفسنا أن بناء معمل لتغليف السيارات أو صناعة رباطات الأحذية هو الطريق الصحيح لنجاح المعادلة!!

أيها السادة، أعتقد أن ضعف الرؤية و المعرفة لدى نخبنا السياسية ينعكس سلبا على اقتصادنا الوطني ، كما أن غياب الإرادة و الروح الوطنية لدى هذه النخبة يؤخر من مسيرة هذا البلد مما يجعلنا بلدنا عاجزا عن التطور والتقدم و مواكبة الدول الرائدة ، فإن لم نستطع أن ننتج نخبة وطنية عالية الكفاءة كل في مجاله، فمن الصعب جدا أن نراهن على المستقبل.
تحياتي

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *