بدأ الخوف يدب في صفوف قيادة حزب العدالة والتنمية، بخصوص الابقاء على تصدر حزبهم المشهد الانتخابي والحزبي والسياسي المقبل، بعد عدد من المؤشرات السياسية والقانونية التي تتعلق بتنظيم الانتخابات المقبلة.
آخر هذه المؤشرات، التي أعقبت تعديل القاسم الانتخابي وحدف العتبة في انتخابات الجماعات، عزل حزب العدالة والتنمية بجهة سوس، قبل أن يفقد الحصول على ملء الفراغ بخصوص مقعد في مجلس المستشارين، في انتخابات جرت أمس الخميس، وذلك لصالح حزب الأصالة والمعاصرة.
في هذه الانتخابات التي جرت بين أعضاء مجلس جهة سوس ماسة، شهدت تحالف جميع الأحزاب السياسية ضد حزب العدالة والتنمية، بمن فيهم حلفاء هذا الأخير، من أجل تمكين حزب الأصالة والمعاصرة من ملء المقعد الشاغر، بينما كان يتنافس حوله الحزبين فقط.
الأكثر من ذلك، صوت عدد من مستشاري البيجدي بجهة سوس ضد مرشح حزبهم وانضموا هم كذلك إلى مرشح خصمهم الأصالة والمعاصرة، مما جعل البيجدي بالجهة، وحتى مركزيا يعيشون صدمة من هذا السيناريو غير المتوقع.
هذه الواقعة، جعلت البرلمانية وعضو مجلس جهة سوس ماسة، أمينة ماء العينين، تنبه قيادة الحزب إلى كون “الواقع الحزبي ليس بخير وطبول “حرب الانتخابات” دقت لمحاصرة البيجيدي وعزله”، في إشارة إلى أن هذه المؤشرات تهدد حظوظ الحزب في الانتخابات المقبلة.
وفي إشارة إلى أن حلفاء البيجدي سيخذلونه في المرحلة المقبلة، شدد على أن العدالة والتنمية “لا يمكن أن يعول إلا على نفسه، وعلى صفه الداخلي الذي تم اهماله”، محذرة من أن “الاستخفاف بما يقع داخل الحزب، بل وإضعافه بالاستقواء التنظيمي وغيره من الأساليب التي كرست وضعا غير سليم داخل الحزب، لم تبرز أي إرادة حقيقية لتداركه”.
واعتبرت أن “الانتخابات الحالية والطريقة التي يتم بها التهييء لها بدء بالضبط القبلي باستعمال القانون، واستمرارا بممارسات حزبية وإدارية غير مطمئنة، سيكرس نزيف الثقة والمزيد من إضعاف المؤسسات المنتخبة”.
وتساءلت المتحدثة حول ما إذا كان حزب العدالة والتنمية يستطيع تدارك ما يمكن تداركه داخليا وخارجيا، لافتتة إلى أن المبادرة السياسية والحقوقية التي تم تقديمها مؤخرا من طرف الأمانة العامة لم تحظ بمتابعة تذكر، كما لم تثر نقاشا لا داخليا ولا خارجيا، فضلا عن أن الوضع الداخلي ليس في أفضل حالاته، وفق تعبير البرلمانية.