Hashtag
في وقت كان ينتظر فيه رجال ونساء التعليم المصابون بأمراض مزمنة بادرة إنصاف من وزارة التربية الوطنية، فاجأ الوزير محمد سعد برادة الجميع بلامبالاة مثيرة للاستفزاز. ملفات التقاعد النسبي لأسباب صحية عالقة في رفوف الوزارة منذ شهور، والساعة تدق بسرعة قبل حلول 31 غشت 2025، لكن الوزير يبدو منشغلاً بخطابات التلميع أكثر من اهتمامه بمعاناة موظفيه.
الجامعة الوطنية لموظفي التعليم لم تترك مجالاً للشك: التأخير الكبير في الحسم يضاعف معاناة هذه الفئة التي أفنت أعمارها في خدمة المدرسة المغربية. كيف يعقل أن مذكرة وزارية رسمية (24/223) صدرت منذ مدة، ولا تزال ملفات الموظفين المرضى رهينة الانتظار ولم تُعرض حتى على اللجنة الطبية المختصة؟ أهذا إصلاح أم عبث إداري؟
المؤسف أن هذه القضية لم تعد مجرد مسألة تقنية، بل صارت دليلاً على أن الوزارة تفتقد الحس الإنساني قبل الإداري. رجال ونساء التعليم لا يطلبون امتيازات ولا هبات، بل حقاً مشروعاً في تقاعد يحفظ كرامتهم بعدما أنهكتهم الخدمة وأثقلهم المرض. إذا كان الوزير عاجزاً عن اتخاذ قرار بسيط في ملف بهذا الحجم، فكيف سيقود إصلاح التعليم الذي يدّعيه في كل مناسبة؟
الكرة اليوم في ملعب محمد سعد برادة: إما أن يتحرك فوراً وينصف هذه الفئة برسالة قوية تُعيد الثقة المفقودة، أو يواصل سياسة الصمت التي تجعل وزارته تبدو كأنها مقبرة للملفات الإنسانية.