محمد البغدادي باحث في مركز الدكتوراه تخصص القانون الخاص كلية الحقوق بطنجة
في إطار التحرك التركي لشرق المتوسط ، وفشل مفاوضات لانضمام إلى الاتحاد الأوروبي التي طالت ستة عشر سنة وفق تقرير المفوضية الأوروبية لسنة 2021 ، ورفض الرئيس التركي طيب أردوغان 10 سفراء دول الغير المرغوب فيهم في تركيا، ومحاولاتها إدراج قبرص إلى أراضيها الترابية ، و استحضار التحديات الإقليمية، بما في ذلك تقديم مأوى جماعة إخوان المسلمين وإيواء عناصر وتوفير منصات إعلامية دائمة للهجوم على الحكومة المصرية والتدخل التركي في سوريا والعراق و ليبيا، فإن انعقاد قمة يونانية قبرصية مصرية في أثينا بتاريخ 19 أكتوبر2021 ، استكمالا لجولات قمة مصرية قبرصية المؤرخة في 4 سبتمبر 2021 بالقاهرة، تأتي في سياق تعزيز منتدى غاز شرق المتوسط بين مصر وقبرص واليونان الذي تم تأسيسه سنة 2019 حسب ما كشفت قبرص من مخزون الغاز في الحدود البحرية المصرية بتاريخ 19 نوفمبر 2012 والموقع عليه خلال شهر سبتمبر 2018 وتكريسا للتعاون العسكري في شخص وزارة الدفاع بتاريخ 21 ماي 2021 والتي ترجمت بسبل ودعم العلاقات والتدريبات تحت إسم “بطليموس 2021” السكرية بتاريخ 2 سبتمبر 2021.
وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات المصرية القبرصية مع اليونان تعرف انتعاشا كبيرا في منطقة الشرق المتوسط، وذلك احتراما للالتزامات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وتماشيا مع القانون الدولي ومراعاة
مقتضيات ميثاق الأمم المتحدة.
وفي هذا السياق، فإن السؤال الكبير والعريض الذي يثار بشدة هو: كيف يمكن للتحالف المصري اليوناني القبرصي أن يحد من تحركات وأطماع تركيا في قبرص وأرمينيا وسوريا والعراق وليبيا ؟ وبعبارة أخرى ما مصير ومستقبل طلب انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي في ظل مواصلة الحكومة التركية في تضييق لمساحة الديمقراطية وسيادة القانون وتجاهل توصيات هذا الاتحاد خلال العام الماضي؟.
