هاشتاغ
في مشهد غير مألوف في تدبير الشأن المحلي، خرج رئيس جماعة تبانت بإقليم أزيلال، خالد تيكوكين، إلى الشارع إلى جانب سكان منطقته في مسيرة احتجاجية سلمية للمطالبة بتحسين البنيات التحتية وتوفير شروط العيش الكريم وسط تفاعل كبير من هيئات مدنية ومحلية.
هذه الخطوة التي بدت في ظاهرها تضامنًا ميدانيًا مع هموم الساكنة فجّرت هجومًا شرسًا من جهات مقربة من حزب التجمع الوطني للأحراى في سلوك وصفه مراقبون بـ”المغامرة غير المحسوبة”.
اللافت أن هذا الشاب دخل البرلمان في عهد حكومة سعد الدين العثماني، غير أن الأهم من ذلك هو أنه كان يتبرع بكامل أجره البرلماني لجمعية محلية تعنى بتأهيل البنية التحتية بالجماعة ما عزز من صورته كممثل نزيه لا يتعامل مع منصبه كامتياز.
ورغم انتمائه لحزب العدالة والتنمية فإن تكوينه لا يتماشى مع إكراهات الحزب السياسية وغالبًا ما تبن ى مواقف ميدانية مستقلة تصب في مصلحة السكان وهو الذي قال قبل ساعات:
“في ما يتعلق بملفنا، ستجلسون مع من هو أكبر شأن لحله”، في إشارة إلى استعداده لطرق أبواب أوسع خارج المنطق الحزبي الضيق.
وخلال المسيرة تحدث الرئيس الجماعي بنبرة حاسمة قائلا: “الحقيقة عمرها عشر سنوات وأكثر وكل من في أزيلال يعرف أسباب محاصرة جماعة تبانت”، وأضاف: “لن أتنازل عن كرامة الساكنة ولو اقتضى الأمر مواصلة المسير حتى البحر… ما غاديش نفرّط فكرامتهم”.
لكن بدل احتضان هذه المبادرة أو فتح قنوات حوار، اختارت جهات مقربة من رئيس الحكومة توجيه مدافع النقد والتشويه نحو المسؤول المحلي، في مشهد يرى فيه البعض بداية لصناعة زفزافي جديد في الأطلس عنوانه: مطالب اجتماعية مشروعة وممثل منتخب يحاسب من الشارع لا من المكاتب.
ويحذر متابعون من أن هذا النهج القائم على الهجوم بدل الإصغاء قد يدفع إلى توسيع قاعدة الغضب الشعبي ويحوّل مطالب بسيطة إلى قضية وطنية أكبر، خاصة مع تفاقم الفوارق المجالية وتزايد الشعور بالتهميش في العديد من المناطق الجبلية.
فهل تعلمت حكومة أخنوس من دروس الريف؟ أم أن الأطلس هو الآخر مقبل على مشهد احتجاجي أكثر حدّة هذه المرة؟