هل يتسبب حظر تصدير صربيا للقمح في أزمة غذاء عالمية؟

هاشتاغ عن يورونيوز

لا يزال الغزو الروسي لأوكرانيا التي توصف بأنها “صومعة الغلال في أوروبا”، يثير قلقاً شديداً بشأن إمدادات الحبوب والمواد الغذائية الأساسية، إلى مختلف أرجاء العالم، وما زاد الطين بلّة، هو قرار الحكومة الصربية الخميس حظر تصدير القمح والشعير والذرة والزيت.

مراسلة “يورونيوز” في صربيا، ناتاسا يوفانوفيتش تحرّت عن أسباب وتداعيات قرار بلغراد حظر تصدير الحبوب، الذي أرجعه الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش إلى حماية السوق المحلية حيث سجّل ارتفاعٌ حاد في أسعار القمح، كما ازداد الطلب الخارجي على الحبوب الصربية.

يقول الرئيس فوتشيتش: تلقينا مؤخراً طلباً لشراء ربع إجمالي احتياطياتنا من الحبوب، وثمة تزايد مطّرد للطلب على هذه المواد التي ارتفعت أسعارها لمستويات قياسية، فجميع الدول تحرص على توفير الخبز لمواطنيها، “ولهذا السبب اتخذنا هذا الإجراء”.

تصدر صربيا القمح بشكل رئيس إلى دول منطقة البلقان، حيث تعتمد دول مثل ألبانيا والبوسنة والهرسك بشكل كبير على واردات القمح من صربيا والمجر، التي فرضت هي الاخرى قيوداً على تصدير الحبوب، فيما يقول الاقتصاديون إن قرار حظر الصادرات كان أمراً متوقعاً.

ويوضح رئيس جمعية الاقتصاديين في صربيا، إلكسندر فالهوفك لـ”يورونيوز” أن هذا ليس أمراً مستغرباً، ذلك أن الكثير من البلدان اتخذت القرار ذاته، فحين تحدث مثل هذه الاضطرابات، يتم إغلاق دور البورصة، وتقوم البنوك المركزية بفرض حظر على بعض البنوك المهددة بالإفلاس، وإنه من الضروري تبني مثل هذه الإجراءات قصيرة المدى.

ومن ناحيته، يقول الصحفي الاقتصادي البارز ميلان شوليبرك لـ”يورونيوز” إن مثل هذا القرار لا معنى له، لأن صربيا تنتج ما يقرب من مليوني طن من القمح، وهي كمية تتجاوز بكثير حاجة السكان.

ويجدر بالذكر أن الحرب الروسية على أوكرانيا قد ألقت بظلالها على إمدادات القمح للعالم العربي، كما هو حال مصر ولبنان واليمن والسودان ودول المغرب الغربي، ذلك أن روسيا وأوكرانيا هما أول مورّدي القمح بالنسبة لهم، علماً أنهما ينتجان 29 بالمئة من صادرات القمح العالمية و19 بالمئة من صادرات الذرة و80 بالمئة من الصادرات العالمية لزيت دوار الشمس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *