هاشتاغ
تُعتبر الجالية اليهودية المغربية في إسرائيل واحدة من أكبر الجاليات اليهودية ذات الأصول المغاربية في البلاد، حيث يُقدر عدد أفرادها بحوالي 500 ألف نسمة، أي ما يشكل نحو 6% من سكان إسرائيل البالغ عددهم حوالي 9 ملايين نسمة. هذه الجالية لعبت ولا تزال تلعب دورًا محوريًا في الحياة السياسية والاجتماعية الإسرائيلية، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين المغرب وإسرائيل.
بدأت موجات الهجرة اليهودية من المغرب إلى إسرائيل بعد تأسيس الدولة العبرية عام 1948، حيث غادر أكثر من 250 ألف يهودي مغربي بلدهم على عدة مراحل حتى سبعينيات القرن العشرين، هربًا من الضغوط الاجتماعية والاقتصادية، ورغبة في الانضمام إلى الوطن القومي اليهودي.
يتمتع اليهود المغاربة في إسرائيل بوزن سياسي معتبر، إذ يمثلون شريحة واسعة من الأحزاب السياسية، خاصة في الكتل التي تمثل اليهود الشرقيين (المشرقيين). وقد شغل عدد من أفراد الجالية مناصب وزارية وبرلمانية بارزة.
وفقًا لدراسات محلية، يشكل المغاربة حوالي 20% من أعضاء الكنيست من أصول مغاربية، وكان لهم دور واضح في التأثير على سياسات الحكومة، خصوصًا في مجالات الأمن، التعليم، والاقتصاد.
من أبرز الشخصيات المغربية الأصل في السياسة الإسرائيلية:
يولي إدلشتاين: شغل منصب رئيس الكنيست ووزير الصحة، وله دور في تعزيز العلاقات مع المغرب.
يوسف صايغ: ناشط سياسي ورجل أعمال، ساهم في مشاريع تنموية بين البلدين.
المغاربة الإسرائيليون ليسوا فقط سياسيين مدنيين، بل أيضًا لهم حضور في الجيش وأجهزة الأمن والاستخبارات. يشغل أفراد من أصول مغربية مناصب مهمة في قيادة القوات المسلحة الإسرائيلية، مما يعزز من نفوذ الجالية في القرارات الأمنية، ويبرز أهمية التنسيق مع المغرب في مجالات استخباراتية وأمنية، خاصة في مواجهة تهديدات إقليمية مشتركة.
مع توقيع اتفاقيات التطبيع عام 2020، لعبت الجالية المغربية في إسرائيل دورًا هامًا كحلقة وصل بين الحكومتين. وشهدت السنوات الأخيرة ارتفاعًا في عدد الزيارات المتبادلة بين المغرب وإسرائيل، وتوسعت مجالات التعاون لتشمل الاستثمار، السياحة، والتبادل الثقافي.
تشير بيانات وزارة السياحة المغربية إلى ارتفاع نسبة السياح الإسرائيليين من أصول مغربية، الذين يعودون لزيارة مدنهم الأصلية، مما ساهم في إنعاش قطاع السياحة المحلي.
تتجاوز مساهمات الجالية الإسرائيلية المغربية الجانب السياسي لتشمل الاستثمار المباشر في المغرب، خاصة في قطاعات السياحة والعقارات والتكنولوجيا الزراعية. كما ينشط المغاربة في تنظيم فعاليات ثقافية تعكس التراث اليهودي المغربي، مثل مهرجان “موازين” في الرباط، والاحتفالات السنوية التي تقوي الروابط بين الجاليتين.
تُظهر المراقبات أن الجالية اليهودية المغربية في إسرائيل شكلت شبكة علاقات قوية داخل مؤسسات الدولة، وتعتبر اليوم من أبرز اللوبيات التي تدافع عن المصالح المغربية على المستويين الداخلي الإسرائيلي والدولي، لا سيما فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية ووحدة التراب الوطني.
يمثل اليهود المغاربة في إسرائيل أحد الأعمدة الأساسية التي تدعم العلاقات المغربية الإسرائيلية في مختلف المجالات. نفوذهم السياسي والأمني، إلى جانب تأثيرهم الاقتصادي والثقافي، جعلهم جسرًا فعالًا لتعزيز التعاون بين البلدين. مع استمرار التطورات الدبلوماسية، من المتوقع أن يتعزز دور هذه الجالية في دعم المصالح المغربية داخل إسرائيل وعلى الساحة الدولية.