هل يقود أخنوش الفلاحة والعالم القروي للإنهيار التام ؟

# هاشتاغ
في هجوم برلماني غير مسبوق، وجهت هند بناني الرطل، النائبة البرلمانية عن المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، انتقادات حادة وعنيفة لوزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية، عزيز أخنوش، متهمة إياه بـ”الفشل الذريع” في تدبير القطاع الفلاحي، والانحياز السافر للوبيات والفلاحين الكبار على حساب الملايين من الفلاحين الصغار الذين يمثلون عصب المغرب العميق.

وخلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، الاثنين 14 يوليوز 2025، استندت بناني الرطل إلى تقرير صادر عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، اعتبرته بمثابة “إدانة رسمية” لتدبير الحكومة لبرنامجي “المغرب الأخضر” و”الجيل الأخضر”، وخاصة ما يتعلق بالدعامة الثانية الموجهة للفلاح الصغير، والتي تمثل ـ حسب قولها ـ 70% من الاستغلاليات الفلاحية مقابل 30% فقط من القيمة المضافة.

واعتبرت المتحدثة أن الحكومة تمارس نوعاً من “الإقصاء الممنهج” لصالح كبار المستثمرين والفلاحين الكبار، حيث رُصد ما يزيد عن 99 مليار درهم للفلاحة الكبرى، مقابل فقط 14 مليار درهم موجهة للفلاحة العائلية. ووصفت هذا التوزيع بـ”اللامنصف” والبعيد عن العدالة المجالية، قائلة بسخرية لاذعة إن الحكومة تشتغل تحت توجيهات “من قال بأن البلاد غادية في الهاوية بلا لوبيات وفراقشية”، في إشارة إلى تصريحات سابقة مثيرة للجدل من محيط رئيس الحكومة.

الهجوم البرلماني لم يتوقف عند الأرقام، بل امتد إلى توصيف كارثي لما آلت إليه الأوضاع في العالم القروي، من انهيار للقطيع الوطني، واستنزاف خطير للموارد المائية والمالية، وحرمان أزيد من مليوني مواطن من التغطية الصحية. كما كشفت بناني الرطل عن تراجع خطير في عدد ساكنة البوادي إلى 37% فقط، مقابل تصاعد حدة الاحتقان الاجتماعي، واحتجاجات متكررة تعكس – برأيها – عمق الفشل في تنزيل برامج التنمية القروية.

ولم تتردد النائبة في اتهام الحكومة بـ”مغالطة المواطنين بالأرقام البراقة”، و”تغطية الشمس بالغربال”، متهمة إياها بالتنصل من تعهداتها في البرنامج الحكومي، والتنكر لتوجيهات الخطاب الملكي الذي دعا إلى خلق طبقة متوسطة في العالم القروي.

واختتمت بناني الرطل تدخلها بنداء حاد اللهجة إلى أخنوش قائلة: “عليكم أن تتحلوا بالشجاعة لتقديم أجوبة حقيقية للمواطن، لا أن تكتفوا بالاستعراض الإعلامي وتسويق الأوهام”، مضيفة أن العالم القروي اليوم يعاني من بطالة متزايدة، فقر متفش، وغياب تام للعدالة المجالية والاجتماعية.