هوغو بروس يهاجم أجواء كان 2025 لأن إفريقيا الحقيقية لم تعد تشبه أوهامه الاستعمارية القديمة

مولاي عبد الكبير الأمراني/هاشتاغ

أثار تصريح المدرب البلجيكي هوغو بروس، الذي عبّر فيه عن عدم شعوره بأجواء كأس إفريقيا للأمم المقامة بالمغرب، موجة من الجدل في الأوساط الرياضية والإعلامية، خاصة في ظل الإشادة الواسعة التي يحظى بها التنظيم المغربي للبطولة على المستويين القاري والدولي.

وجاءت ملاحظات بروس لتفتح نقاشاً أعمق حول الطريقة التي ما زال بعض الفاعلين الأوروبيين ينظرون بها إلى كرة القدم الإفريقية، حيث يبدو أن الأجواء الإفريقية في المخيال التقليدي لا تكتمل لدى البعض إلا بحضور مظاهر فولكلورية نمطية في مقابل تجاهل التحولات العميقة التي عرفتها القارة سواء على مستوى البنية التحتية أو أساليب التنظيم والتسيير.

في المغرب اختارت السلطات الرياضية نهج مقاربة احترافية شاملة، قوامها ملاعب حديثة تستجيب للمعايير الدولية، وتنظيم محكم، وخدمات لوجستية وتقنية تضاهي كبرى التظاهرات العالمية.

وهي مقاربة حظيت بإشادة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم وعدد من الوفود المشاركة التي اعتبرت أن كان 2025 تشكل نموذجاً جديداً للبطولات القارية.

ويرى متابعون أن الإشكال لا يتعلق بغياب الأجواء أو ضعف التفاعل الجماهيري بل يرتبط أساساً باستمرار بعض الصور الذهنية القديمة التي تختزل إفريقيا في مظاهر سطحية، وتتجاهل واقعها المتغير وقدرتها على تنظيم تظاهرات رياضية كبرى وفق أعلى المعايير.

ويعيد هذا الجدل إلى الواجهة سؤال النظرة المتكافئة داخل كرة القدم العالمية وحدود تقبل نجاح التجارب الإفريقية خارج القوالب الجاهزة خاصة عندما تتجاوز هذه التجارب التوقعات التقليدية، وتفرض نموذجاً احترافياً ينافس ما هو سائد في أوروبا.

ومع استمرار منافسات كأس إفريقيا بالمغرب يبدو أن أرضية الملعب، ومستوى التنظيم، والانخراط الجماهيري، ستظل هي المعيار الحقيقي لتقييم البطولة بعيداً عن الانطباعات المسبقة وفي زمن رياضي لم يعد يقبل الأحكام المبنية على صور نمطية تعود لعقود مضت.