الدكتور محمد البغدادي (باحث في العلوم القانونية بكلية الحقوق بطنجة)
شغل موضوع هيكلة النظام الأمني بأوروبا في الوقت الراهن حيزا كبيرا في حقل العلاقات الدولة والدراسات الإستراتيجية والأمنية، فهو يأتي في ظل الاجتماع الموسع لوزارة الدفاع الروسية بموسكو بتاريخ 21 ديسمبر 2021 ، وفي إطار التنافس الأمريكي الروسي بشأن الوضع الأوكراني الذي يشكل تهديدا للأمن القومي الروسي في حالة احتلالها من طرف حلف الناتو و الولايات المتحدة الأمريكية كما هو الشأن لدولة جورجيا ، وذلك من خلال نشر صواريخ الناتو على حدود روسيا وعدم ضم أي دولة من جمهوريات الاتحاد السوفيتي سابقا إلى حلف الناتو، هذا فضلا عن أزمة المهاجرين على ضوء الحدود البولندية البلاروسية التي تزعج بلا شك زعماء وقادة أوروبا في تفكيك مؤسسة الاتحاد الأوروبي في ظل ترجيح الدولة البولندية قانونها الوطني وأولويته على القانون الأوروبي بشأن بناء جدار حدودي لمنع تهريب المهاجرين من بلاروسيا حسب قرار المحكمة الدستورية البولندية.
وتجدر الإشارة إلى أن هيكلة النظام الأمني بأوروبا يعيش تحديات جيو سياسية كبرى سواء تعلق الأمر بالأزمات السياسية والتقلبات الاقتصادية والإكراهات الأمنية التي عصفت بأوروبا أو التحالف الروسي الصيني ضد النفوذ الأمريكي والغرب في أوروبا.
وفي هذا السياق، فإن السؤال الكبير والعريض الذي يثار بشدة هو:كيف ستراجع أوروبا نظامها الأمني في ظل التنافس الغربي الروسي بشأن الأزمة الأوكرانية؟ وبعبارة أخرى ما مصير العلاقات الأوروبية الروسية أو الصينية؟.
