وزارة السياحة تتجاهل “الرياضات”… وتخنق قلب السياحة المغربية!

#هاشتاغ
في الوقت الذي تتغنى فيه وزارة السياحة بشعارات التسويق والترويج الدولي للمغرب كوجهة عالمية، تتعرض “الرياضات” المغربية، أي دور الضيافة التقليدية، لتهميش صارخ وتجاهل فاضح من طرف نفس الوزارة التي من المفترض أن تحمي هذا الرصيد الوطني.

فرغم أن “الرياضات” تُعتبر من ركائز الجذب السياحي في مدن كفاس، مراكش، الصويرة وتطوان، وتحمل في طياتها عبق التاريخ المغربي، لا تزال الوزارة تتعامل معها وكأنها عبء وليس رافعة تنموية واقتصادية. المئات من هذه الفضاءات تعمل في الظل، بدون ترخيص، وبدون تصنيف، وبدون أي دعم أو مواكبة مؤسساتية.

والأنكى من ذلك، أن المساطر التي تفرضها وزارة السياحة على أصحاب هذه الرياضات تعجيزية وبيروقراطية بشكل يثير الشك: هل الهدف فعلاً هو تنظيم القطاع أم خنق ما تبقى من مقومات السياحة الأصيلة لفائدة الفنادق المصنّفة ومشاريع “الكبار”؟

المستشار البرلماني الخمار المرابط، كشف في مداخلة حادة أن هذه الفضاءات – التي صنعت لنفسها صيتاً دولياً بفضل مجهودات فردية – تُحارب إدارياً داخل الوطن، وتُعامل كمؤسسات غير مرغوب فيها، رغم إشعاعها الثقافي وقدرتها على خلق فرص شغل وتوفير تجربة سياحية لا مثيل لها.

وزارة السياحة، وبدلاً من أن تكون راعية لهذه الفضاءات، أصبحت خصماً يُفرّط في ثروة وطنية صامتة. فلا دعم، لا مواكبة، لا تحفيز ضريبي، لا تبسيط للمساطر، بل مجرد وعود جوفاء وتصريحات بروتوكولية لا تصمد أمام الواقع المر.

هل تنتظر الوزارة أن تُغلق الرياضات أبوابها واحدة تلو الأخرى؟ هل الحل هو ترك أصحابها في مواجهة المجهول، بينما تُنفق الملايين على حملات تسويقية لا تنعكس على واقع الفاعلين الحقيقيين في الميدان؟

إن إنقاذ “الرياضات” لم يعد رفاهية، بل ضرورة وطنية. والوزارة مطالبة اليوم قبل الغد بالخروج من المكاتب المكيفة، والنزول إلى الميدان لسماع صرخة هذه الفضاءات التي تحتضر في صمت.

فالسياحة ليست أرقاماً في تقارير ولا مؤتمرات براقة… السياحة تبدأ من الاعتراف بالهوية، والرياض هي قلب هذه الهوية النابض.