في وقت يحتاج فيه سكان جهة سوس ماسة إلى خدمات صحية ملحة، يبدو أن وزير الصحة والحماية الاجتماعية قد غاب عن المسؤولية، تاركًا مشروع المستشفى الجامعي بأكادير على كرسي الانتظار منذ أكثر من عشر سنوات.
عضو المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، نعيمة الفتحاوي، لم تتردد في كشف إخفاقات الوزارة، مشيرة إلى أن الدراسة بكلية الطب بدأت في الموسم الجامعي 2016-2017، فيما رُست صفقة بناء المستشفى منذ أبريل 2016، لكن الطلبة لم يتمكنوا من التكوين فيه، وتخرج فوجان دون أن يروا المستشفى يفتح أبوابه. هذا التأخير لم يضر الطلاب فقط، بل حرَم الساكنة أيضًا من خدمات استشفائية ضرورية، مما يضطرهم إلى السفر إلى مدن بعيدة مثل مراكش والدار البيضاء والرباط طلبًا للعلاج.
الضغط على المركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني بأكادير وصل إلى مستويات خطيرة، حيث تشهد المؤسسة احتجاجات مستمرة بسبب الاكتظاظ وسوء الوضعية الصحية، في وقت كان من المفترض أن يخفف المستشفى الجامعي العبء عن هذه المؤسسة. وعلى الرغم من الأسئلة المتكررة التي وجهتها الفتحاوي للوزارة في 2021 و2022 و2023، والوعد الأخير بإنهاء الأشغال قبل نهاية 2023، ما زال المستشفى مغلقًا حتى نهاية 2025، في مشهد يكشف فشل الحكومة في إدارة مشاريعها الصحية الأساسية.
وتختم النائبة بالقول: “عشر سنوات من الانتظار، وملاعب تفتح بعد 14 شهرا فقط من الأشغال! فمجدداً، أين الخلل؟”، في إشارة صريحة إلى غياب الرؤية والإرادة لدى المسؤولين عن الصحة بالمغرب، على حساب حياة المواطنين ومستقبل الطلبة.
هذا التأخير الفادح لا يترك شكًا في أن الجهة الصحية في أكادير تعيش أزمة حقيقية، وأن المواطنين والطلاب هم ضحايا سياسة التماطل والإهمال، فيما تبقى التكلفة المالية والمشاريع الكبرى مجرد شعارات لا تتعدى الأوراق الرسمية.