هاشتاغ
تتزايد في الآونة الأخيرة داخل كواليس الحكومة مؤشرات احتدام صراع خفي بين مكونات التحالف الثلاثي، ليس حول الأفكار أو الأولويات، بل حول من يملك حق تبنّي الإنجازات والتقاط الأضواء.
فبينما يُفترض أن تتصرف الحكومة كفريق واحد، باتت بعض الحقائب التي يشغلها وزراء التجمع الوطني للأحرار تُمارس ما يشبه “السطو السياسي الناعم” على المشاريع والمبادرات التي أطلقتها وزارات أخرى، خاصة تلك التي يشرف عليها وزراء من الأصالة والمعاصرة والاستقلال.
وتحدثت مصادر حكومية لموقع “هاشتاغ” عن “نزعة استحواذية” تترسخ داخل صفوف “حزب أخنوش”، قوامها تقديم المشاريع الحكومية كأنها إنجازات حزبية خالصة، وإغفال الجهود المشتركة التي تتطلبها كل مبادرة وطنية. هذا “السطو الرمزي”، كما يسميه بعض المحللين، لا يخلو من خلفية انتخابية واضحة، إذ يسعى وزراء حزب “الحمامة” إلى تحويل رصيد الحكومة الجماعي إلى رأسمال سياسي شخصي يمهد لتسويق صورة الحزب كـ”قاطرة وحيدة للإصلاح”، في تجاهل واضح لتوازنات الأغلبية وروح التضامن الوزاري التي تُعد أساس العمل الحكومي.
ورغم تعدد الأمثلة، فإن أكثرها وضوحا جاء هذه المرة من كاتب الدولة المكلف بقطاع الصناعة التقليدية، لحسن السعدي، الذي نسب علنا إطلاق البرنامج الوطني “تدرّج” إلى قطاعه، متجاهلًا أن المشروع أطلقته رسميًا وزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات التي يشرف عليها الوزير يونس السكوري عن حزب الأصالة والمعاصرة.
ففي تدوينة على صفحته الرسمية، أعلن لحسن السعدي أن كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية هي من أطلقت هذا البرنامج، بينما الحقيقة، كما تؤكدها المعطيات الرسمية، أن الوزير يونس السكوري هو من أشرف شخصيًا على حفل الإطلاق بالعاصمة الرباط، بحضور ممثلي الحكومة والقطاعات المعنية، باعتباره أحد البرامج الاستراتيجية في مجال التكوين المهني بالتدرج ودعم التشغيل للشباب غير الحاصلين على شهادات.
ويعتبر تصرّف لحسن السعدي نموذج صارخ لما وصفه برلمانيون بـ”السطو الوزاري” المتكرر، حيث يسارع بعض “وزراء أخنوش” إلى نسبة مشاريع جاهزة ومهيأة من قطاعات أخرى إلى أنفسهم، في محاولة لاحتكار الواجهة الإعلامية وخلق انطباع زائف بأن حزبهم يقود كل الأوراش الحكومية الكبرى.
ووفق مراقبين فإن هذا السلوك، يكشف تآكل روح الفريق الحكومي وتحوّل التضامن بين مكونات الأغلبية إلى منافسة حزبية مفتوحة على حساب المصلحة العامة.
وتطرح هذه الواقعة سؤالًا مقلقًا: هل ما زالت الحكومة تشتغل بمنطق جماعي يخدم الوطن، أم تحولت إلى ساحة لتقاسم الغنائم الرمزية بين مكوناتها؟






