كشف المغربي شلومو بنعمي، كبير السياسيين والدبلوماسيين والسفير السابق لإسرائيل في إسبانيا ووزير خارجيتها عام 2000، أن المغرب هو الرابح الأكبر من الاتفاق الثلاثي، مؤكدا أن الرئيس الأمريكي المنتخب، جون بايدن، لن يتراجع عن القرار الذي اتخذه سلفه دونالد ترامب، موضحا أن القرار الأمريكي يطرح مشكلا بالنسبة إلى حلفائه الأوروبيين.
ويعتقد بنعمي، المزداد بطنجة الدولية سنة 1943، أن الموقف الأمريكي المُعترِف بالسيادة الكاملة للمغرب على صحرائه يشكل معضلة للدولة الإسبانية التي تحاول خلق نوع من التوازن في علاقتها مع المغرب والجزائر، لكن موقف مدريد يفرض عليها التفكير في كيفية عدم خسارة نفوذها في المغرب لصالح فرنسا، خاصة مع تشبثها بموقفها المدافع عن «مركزية الأمم المتحدة» في حل النزاع المفتعل منذ 45 عاما.
في هذا الصدد، أبرز بنعمي، الذي غادر المغرب سنة 1956 مع الاستقلال صوب إسرائيل، أن المغرب هو الأكثر استفادة من الاتفاق الثلاثي، لأنه “حصل على الاعتراف الأمريكي بسيادته على الصحراء، التي تعتبر القضية الوطنية الأكثر إثارة للإجماع في المغرب”، لكنه يرى أن “قرار الولايات المتحدة الأمريكية يطرح مشكلة مع الحلفاء الأوروبيين”.
وعلى غرار العديد من المتتبعين والمراقبين الذين يؤكدون أن المغرب يمتاز عن باقي الدول العربية والمغاربية بعلاقاته التاريخية والاجتماعية والروحية مع اليهود المغاربة، بيَّن بنعمي في حواره مع صحيفة “إلموندو” الإسبانية قائلا: “لقد عرف المغرب دوما كيف يكون متقدما بخطوة عن باقي الدول العربية في علاقته بإسرائيل. ففي سنة 1958، دعا ولي العهد حينئذ الحسن الثاني إلى التصالح مع إسرائيل في خطاب بيروت.”