هاشتاغ _ الرباط
كشف مصدر موثوق لموقع “هاشاغ” عن صراع متزايد خلف الكواليس بين شخصيات سياسية، إعلامية، وجمعوية تسعى بشكل محموم للظفر بعضوية اللجنة الموسعة التي دعا الملك محمد السادس إلى تشكيلها للإشراف على تنظيم كأس العالم 2030.
هذا الصراع، الذي يبدو أنه تحول إلى سباق مصالح شخصية، يثير تساؤلات جدية حول معايير الاختيار ومدى التزام الجهات المكلفة بضمان الشفافية في تشكيل اللجنة.
ووفق المصدر ذاته، فإن فوزي لقجع، الوزير المنتدب المكلف بالميزانية ورئيس لجنة كأس العالم 2030، وزع وعودًا على بعض أصدقائه لتمكينهم من عضوية اللجنة، بما في ذلك شخصيات معروفة بارتداء “قبعات متعددة” في مجالات مختلفة، ما يثير الشكوك حول نوايا الاختيار ويطرح مخاوف من أن تتحول اللجنة إلى منصة لتكريس النفوذ الشخصي عوض التركيز على الكفاءات الفعلية، وفقا لما جاء في التعليمات الملكية السامية.
ولم يقتصر التهافت على عضوية اللجنة بين أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج “المحظوظين والمنعم عليهم” الذين يكثفون ضغوطهم واتصالاتهم للحصول على مقاعد داخل اللجنة، بل امتد حسب مصدر موقع “هاشتاغ” ليشمل إعلاميين وسياسيين يديرون أندية كروية، والذين يرون في هذه اللجنة فرصة لتعزيز مواقعهم الشخصية ومصالحهم الخاصة تحت غطاء الإسهام في تنظيم هذا الحدث الرياضي العالمي، حيث يسعون إلى استغلال مواقعهم وعلاقاتهم للوصول إلى اللجنة، معتبرين أن قربهم من عالم الرياضة يمنحهم أحقية بالعضوية.
ويكشف هذا التنافس المحموم عن غياب رؤية واضحة في اختيار أعضاء اللجنة، ويضع علامات استفهام حول ما إذا كان سيتم تغليب الكفاءة والمصلحة الوطنية على المصالح الشخصية.
وكانت التوجيهات الملكية السامية واضحة بشأن إشراك الكفاءات الوطنية، أفراد الجالية، والمجتمع المدني، إلا أن ما يدور في الكواليس يظهر انحرافًا عن هذا المسار، مع تسابق بعض الأطراف لتوظيف نفوذها من أجل تحقيق مكاسب شخصية.
ويعكس الصراع الدائر حول عضوية اللجنة أزمة حقيقية في التعاطي مع مشروع بهذا الحجم، حيث يُفترض أن يكون تنظيم كأس العالم 2030 فرصة لتوحيد الجهود الوطنية وليس ساحة للمزايدات السياسية والإعلامية، إذ أن هذا الوضع يهدد بتحويل اللجنة من فريق عمل متجانس لتحقيق أهداف وطنية كبرى إلى ساحة صراعات شخصية قد تؤثر سلبًا على صورة المغرب ومصداقيته أمام العالم.