هاشتاغ _ بقلم: عزيز الاحمدي
مرة أخرى يطل علينا اسم عبد الله عيد نزار، “المستشار السابق” لوزير الثقافة والشباب والتواصل المهدي بنسعيد، أو هكذا يحاولون الترويج له، ليكتب تدوينة يهاجم فيها شباب “جيل Z” المدافع عن حقه في الصحة والتعليم والكرامة.
لكن الغريب أن هذا الرجل، الذي خرج من الباب الخلفي للوزارة بعد أن لاحقته الفضائح، لا يزال يطل من النوافذ ليؤدي نفس الدور القديم: الدفاع عن ولي نعمته، وتبرير العجز الحكومي.
عبد الله عيد نزار، الذي راكم حوله الكثير من الجدل بسبب تدخله في عدد من الملفات وما فوقها وتحتها، يحاول اليوم أن يبيع الوهم نفسه، بأن الوزير المهدي بنسعيد هو “صوت الشباب”، بينما الحقيقة أن الوزارة لم تنتج سوى الشكليات: صفقات مثيرة، مهرجانات، ألعاب إلكترونية، حملات فايسبوكية، و”سبونسورات” فارغة. أي سياسة شبابية هذه التي تُختزل في “بريكولاج رقمي” لا علاقة له بالاندماج أو التشغيل أو الكرامة؟
كما أن دفاع عبد الله عيد نزار عن ولي نعمته الوزير بنسعيد يعكس صورة “الحاشية” التي تعيش من فتات المناصب، حتى بعد مغادرتها الدواوين.
فالشاب الذي ظل يتردد يوميا على مقر الوزارة بعد “طرده المزعوم”، واصل لعب دور “المستشار الموازي” الذي يمسك بخيوط القرارات من الخلف، في علاقة مريبة تجمع الوزارة بشركة خاصة تستفيد من المال العام، وتثار حولها الكثير من الأسئلة وشبهات هكذا علاقات مع كبار مسؤولي القطاع الحكومي.
فهل هذا هو النموذج الجديد للسياسات العمومية؟ أن تتحول الوزارات إلى مكاتب خدمات للمهرجانات والصفقات؟
إن المغاربة ليسوا أغبياء. شباب “جيل Z” الذي يملأ الشوارع اليوم يدرك جيداً أن العجز لا يُغطى ببلاغات أو تدوينات فايسبوكية.
الصحة والتعليم لا يُصلحهما “لايف” على تيك توك، ولا مهرجان موسيقي، ولا تلميع صور وزير يلهث خلف الأضواء.
المطلوب رؤية حقيقية، إرادة سياسية، ومحاسبة صارمة لكل من حول الوزارات إلى منصات “تسويق سياسي” ومزارع شخصية للمقربين.
وما خروج عبد الله عيد نزار للدفاع عن ولي نعمته ليس سوى الدليل الأوضح أن المعادلة فاشلة من أساسها وزير بلا استراتيجية، وحاشية بلا كفاءة، وبلد بأكمله يؤدي ثمن هذا العبث.