هاشتاغ
تتواصل دينامية الحضور البرلماني المغربي في الفضاء الإفريقي بقيادة السيد محمد ولد الرشيد، رئيس مجلس المستشارين، الذي يترجم على أرض الواقع التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تعزيز التعاون جنوب–جنوب وتوسيع إشعاع المغرب في عمقه الإفريقي.
فمن عاصمة غينيا الاستوائية، مالابو، حمل “إعلان مالابو” رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي: مبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب سنة 2007 تشكل الحل الواقعي والنهائي للنزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية. هذا الموقف، الذي تبنته العديد من الدول الإفريقية المشاركة، يعكس تنامي الدعم القاري لعدالة القضية الوطنية وللجهود الجادة التي يبذلها المغرب من أجل تثبيت السلم والتنمية في المنطقة.
ويأتي هذا الإعلان تتويجاً للمباحثات التي جمعت السيد محمد ولد الرشيد بنظيره رئيس برلمان المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا (سيماك)، السيد إيفاريست نغامانا، والتي تناولت سبل تعزيز التعاون البرلماني والاقتصادي الإفريقي، وإطلاق مبادرات مؤسساتية جديدة لتقوية حضور القارة في مسار التنمية والتكامل القاري.
دبلوماسية برلمانية تواكب الرؤية الملكية الإفريقية
وأكد السيد ولد الرشيد، في تصريح له عقب الاجتماعات، أن مجلس المستشارين يعمل على جعل الدبلوماسية البرلمانية امتداداً للدبلوماسية الرسمية، بما يواكب مشاريع التنمية الكبرى التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس نصره الله في إفريقيا، وفي مقدمتها المبادرة الملكية الأطلسية ومشروع أنبوب الغاز نيجيريا–المغرب.
وأوضح أن هذه الدينامية الجديدة تعكس رؤية ملكية تقوم على التضامن والمصير المشترك، وترسخ مكانة المغرب كفاعل أساسي في بناء إفريقيا مزدهرة وآمنة.
شراكة نموذجية بين الرباط و”سيماك”
وأشار رئيس مجلس المستشارين إلى أن العلاقات البرلمانية بين المغرب وبرلمان سيماك أصبحت تشكل نموذجاً ناجحاً للتعاون الإفريقي–الإفريقي، بفضل المنتدى البرلماني الاقتصادي المغرب–سيماك، الذي انطلق من مدينة العيون، حاضرة الأقاليم الجنوبية للمملكة، وسيعرف دورة ثانية في يونيو 2026 تهدف إلى تعزيز المبادلات الاقتصادية والاستثمارات المشتركة بين الجانبين.
من جهته، عبّر رئيس برلمان سيماك عن تقديره الكبير لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مشيداً بالمشاريع الملكية ذات البعد القاري، التي وصفها بأنها “رافعة حقيقية للتنمية والاستقرار في إفريقيا”، مؤكداً دعم مؤسسته للجهود المغربية في تعزيز التعاون جنوب–جنوب.
ريادة مغربية متجددة في القارة
ويأتي هذا التحرك البرلماني الجديد في سياق وطني متجدد، تتسارع فيه خطوات المؤسسات المغربية لتنزيل التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تعزيز حضور المملكة في القارة الإفريقية وتوسيع مجالات التعاون والتكامل.
ويعكس هذا التوجه المتصاعد أن الدبلوماسية البرلمانية المغربية باتت رافداً استراتيجياً للدبلوماسية الرسمية، تسهم في الدفاع عن القضية الوطنية الأولى، وتُكرس الريادة المغربية القارية في مجالات التنمية والاستقرار والتعاون المشترك.