هاشتاغ
خلال أشغال الجمعية الـ151 للاتحاد البرلماني الدولي المنعقدة بجنيف، أكد رئيس مجلس المستشارين، السيد محمد ولد الرشيد، أن المملكة المغربية، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، تقدم نموذجا إنسانيا رائدا يجمع بين التضامن المبدئي والعمل الميداني الفعلي، ويجسد رؤية ملكية سامية لصون الكرامة الإنسانية وتحقيق العيش الكريم.
وأوضح السيد ولد الرشيد، في كلمته خلال الجلسة العامة المخصصة لموضوع “الالتزام بالمعايير الإنسانية ودعم العمل الإنساني في أوقات الأزمات”، أن هذا النهج الإنساني المتميز يجد ترجمته الواضحة في الأقاليم الجنوبية للمملكة، حيث يعيش المواطنون في ظل ديمقراطية راسخة وتنمية شاملة، ويشاركون بحرية في تدبير شؤونهم الوطنية والمحلية. وأضاف أن الصحراء المغربية أصبحت اليوم فضاء للحرية والمشاركة والتنمية الحقيقية، ومجالا يجسد جوهر مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، باعتبارها الحل السياسي الواقعي والعادل الذي يحظى بدعم متزايد من المجتمع الدولي.
وأشار رئيس مجلس المستشارين إلى أن موضوع هذه الدورة “يتعلق بالضمير الإنساني المشترك وبقدرة البرلمانات على حماية القيم التي تصون الكرامة الإنسانية في أوقات الأزمات”، مؤكدا أن المغرب جعل من هذه القيم مبدأ ثابتا في سياسته الوطنية والدولية.
وفي هذا الإطار، أبرز ولد الرشيد أن الموقف المغربي من القضية الفلسطينية يجسد التزام المملكة الثابت بالتضامن والسلام، مذكّرا بأن المغرب، بتعليمات سامية من جلالة الملك، بادر إلى إرسال مساعدات غذائية وطبية عاجلة إلى الشعب الفلسطيني في غزة، ودعا إلى الوقف الفوري لإطلاق النار، ورفض التهجير القسري والعقاب الجماعي، وضمان وصول المساعدات الإنسانية.
كما رحبت المملكة، يضيف ولد الرشيد، بإعلان الولايات المتحدة الأمريكية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، معربة عن أملها في أن يفتح هذا الاتفاق آفاق سلام عادل ودائم في المنطقة.
وأكد رئيس مجلس المستشارين أن الدبلوماسية الإنسانية أصبحت نهجا ثابتا في السياسة الخارجية للمغرب، تجسدها مبادرات ملموسة في إفريقيا وخارجها، من خلال إرسال مساعدات طبية ومستشفيات ميدانية خلال جائحة كوفيد-19، وإطلاق المركز الإفريقي للابتكار في الصناعات الدوائية واللقاحات بالمغرب.
وأشار أيضا إلى أن المغرب يواصل التزامه الراسخ بالسلم والأمن الدوليين عبر المركز المغربي المتعدد التخصصات لحفظ السلام الذي أُحدث سنة 2022، وبمساهمته الفاعلة في العمليات الأممية، حيث شارك أكثر من 74 ألف عنصر مغربي في مهام إنسانية وطبية بمناطق نزاع عبر العالم.
واختتم السيد ولد الرشيد كلمته بالتأكيد على أن الآمال معقودة على مداولات هذه الدورة البرلمانية الدولية لتسفر عن قرارات عملية تعزز المعايير الإنسانية الدولية، وتمنح العمل الإنساني بعدا أكثر استدامة وفعالية، انسجاما مع الرؤية الإنسانية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله.