هاشتاغ _ الرباط
شهدت العلاقات المغربية الموريتانية تحولًا إيجابيًا بعد اللقاء الذي جمع الملك محمد السادس والرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني في العاصمة الاقتصادية للملكة، الدارالبيضاء.
وأبرزت مصادر مطلعة لموقع “هاشتاغ” أن هذا اللقاء سيشكل نقطة انطلاق جديدة للتعاون بين البلدين، مع التحضير لعقد اللجنة العليا المشتركة التي لم تجتمع منذ مارس 2022، حيث من المرتقب أن يكون الاجتماع المقبل على مستوى عالٍ، وقد يعقد في نواكشوط خلال زيارة تاريخية منتظرة للملك محمد السادس في مارس 2025.
بالتزامن مع ذلك، تكثف المصالح الخارجية للقطاعات الحكومية في البلدين جهودها لإعداد مشاريع مشتركة تعكس الطموحات المشتركة.
وفي هذا السياق، ناقش وزير الاقتصاد والمالية الموريتاني سيد أحمد ولد أبوه وسفير المملكة المغربية في نواكشوط، حميد شبار، آفاق التعاون الاقتصادي والمالي، مع التأكيد على أهمية تعزيز هذه الشراكة لتحقيق التنمية المشتركة.
وعلى صعيد آخر، جاءت قرارات الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني بتغيير قيادات بارزة في الجيش الموريتاني كخطوة استراتيجية لتعزيز استقرار بلاده، حيث شملت هذه التغييرات إحالة عدد من الضباط المرتبطين بعلاقات وثيقة مع المؤسسة العسكرية الجزائرية إلى التقاعد، وتعيين قيادات جديدة تتمتع بالخبرة والكفاءة.
وتعكس هذه القرارات حرص القيادة الموريتانية على قطع الطريق أمام أي محاولات للتدخل الخارجي، خصوصًا من النظام الجزائري الذي يسعى دائمًا لإثارة التوترات في المنطقة.
وشكلت زيارة ولد الغزواني إلى المغرب صفعة قوية للمحاولات الجزائرية الرامية لاستمالة موريتانيا نحو مواقف عدائية ضد المغرب. تلك المحاولات شملت ضغوطًا دبلوماسية وزيارات متكررة لمسؤولين جزائريين بهدف دفع القيادة الموريتانية لاتخاذ مواقف معادية، مثل إغلاق معبر الكركرات. غير أن التنسيق المغربي الموريتاني أعاد العلاقات إلى مسارها الطبيعي، مؤكدًا التزام البلدين بتعزيز التعاون والوئام.
وجاءت إجراءات الرئيس ولد الغزواني استنادًا إلى رؤية استراتيجية تعكس وعيًا عميقًا بالمخاطر الإقليمية التي يمثلها النظام الجزائري، خاصة في ظل هشاشته الداخلية وتراجع نفوذه الإقليمي بعد انهيار حلفائه في إفريقيا والشرق الأوسط.
التحركات العدائية الأخيرة، مثل التوغل العسكري الجزائري في منطقة تيرس زمور، تؤكد نوايا النظام الجزائري لتأجيج التوترات، إلا أن القيادة الموريتانية أثبتت قدرتها على التصدي لهذه المحاولات بحكمة وحنكة.
العلاقات المغربية الموريتانية مرشحة لمرحلة جديدة من التعاون المثمر، مدفوعة بالإرادة المشتركة للقيادتين. المغرب، الذي لطالما كان شريكًا وداعمًا استراتيجيًا لموريتانيا، سيستمر في تقديم كل أشكال الدعم لتعزيز استقرارها ونمائها في مواجهة التحديات الإقليمية.