يونس مجاهد يكتب عن الليلة التي نسفت 40 سنة من التضليل حول الصحراء المغربية!

هاشتاغ
في مقال جديد للصحفي المغربي يونس مجاهد، رئيس المجلس الوطني للصحافة، تطرق فيه إلى المشاهد الاستثنائية التي شهدتها مدينة العيون يوم 20 أكتوبر 2025 عقب فوز المنتخب المغربي بلقب كأس العالم لأقل من 20 سنة.

فقد تحولت الاحتفالات إلى مسيرة شعبية عفوية خرج خلالها عشرات الآلاف من سكان المدينة إلى الشوارع، حاملين الأعلام الوطنية ومرددين شعارات تؤكد التشبث بالوحدة الترابية، في ما وصفه مجاهد بـ“استفتاء شعبي جديد يؤكد مغربية الصحراء”.

وأوضح مجاهد أن الوفود المشاركة في ندوة حول “السيادة الإعلامية”، والتي ضمت أعضاء من الأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب، صادفت وجودها في العيون تلك الليلة، ما أتاح لها مشاهدة تجليات الانتماء الوطني الصحراوي على الأرض.

وأجمع المشاركون العرب، حسب مجاهد. على أنهم عاينوا بأعينهم واقعاً مغايراً تماماً لما يروّج له إعلام خصوم الوحدة الترابية.

وأشار إلى أن عدداً من الصحفيين العرب اعترفوا بأنهم كانوا يتوقعون مدينة تحت حصار أمني ومتوترة باستمرار قبل أن يكتشفوا مدينة هادئة، متطورة ومزدهرة، وهو ما اعتبروه دليلاً على تزوير الصورة الحقيقية للصحراء المغربية من قبل الإعلام المعادي للمغرب.

كما أكد مجاهد أن النقاشات خلال الندوة أبرزت ضعف الأداء الإعلامي العربي بما فيه المغربي، في مواجهة حملات التضليل التي تستهدف قضية الصحراء، داعياً إلى خطاب إعلامي احترافي، استباقي وموجه للرأي العام الدولي.

وشدد مجاهد على ضرورة تخصيص بحوث جامعية لتفكيك ما أسماه “أكبر عملية تزوير إعلامي وسياسي عرفها القرن الماضي” بخصوص الصحراء المغربية، مشيراً إلى أن جذور النزاع تعود إلى الحقبة الاستعمارية، وإلى أن المغرب أثار القضية بالأمم المتحدة منذ سنة 1961، أي قبل المسيرة الخضراء بسنوات.

وختم يونس مجاهد مقاله باعتبار ما وقع في العيون بمثابة “مسيرة شعبية ثانية” جاءت بعد نصف قرن من المسيرة الخضراء، لكنها هذه المرة انبثقت من الشارع الصحراوي بشكل تلقائي، لتؤكد أن ارتباط السكان بوطنهم خيار شعبي أصيل لا ظرفي ولا مفروض.