البيجيدي يحول الرشيدية الى مدينة منسية…

كثيراً ما نسمع بأن الرشيدية أختيرت ان تكون عاصمة لجهة درعة, لكن في المقابل لا تحمل من ذلك سوى الإسم..شوارعها و ازقتها خير عربون ..فالتهميش ينخر جسم مدينة كان يضرب بها المثل سابقاً في احتواءها لأبرز المؤسسات الخدماتية التي كانت تلعب دوراً هاماً في اقليم الرشيدية, لكن اليوم و منذ تولي حزب العدالة والتنمية لزمام الأمور في هذه الاخيرة تحول كل شيء الى سراب بين الصراع السياسي و العرقي و بين المصالح الشخصية وتصفية الحسابات بينها وبين احزاب اخرى مشاركة للعملية التدبيرية.

طبعاً الكل في الكل و الكل واضح كوضوع الشمس و الخاسر الأكبر هو المواطن الذي ينتظر كلمة التنمية التي غابت منذ سنوات و لا داعي لذكرها او للتطرق اليها « خلي داك جمل راكد »..وقبيل الانتخابات التي هي على المشارف يأتي السؤال الجوهري و يطرح نفسه من جديد « هل من منقد للموقف »؟..طبعاً العملية الانتخابية بهذه الرقعة الجغرافية تخضع لمعايير خاصة من الضروري ان تكون « إبن فلان » أو من الأعيان حتى تتاح لك الفرصة لترشح لمراكز القرار على اختلاف اصنافها, لكن الوجه الخفي لهذا الجانب هو « ما الهدف من وراء ذلك كله »؟

كما هو ملعوم و معروف فالعملية الانتخابية باقليم الرشيدية و باقي اقاليم جهة درعة تافيلالت, تخضع لعدة أمور من قبيل الشكارة و النفوذ و كذا مبدأ القاعدة و الوزن السياسي..او التدين كما الشأن لحزب العدالة و التنمية الذي استطاع استغلال هذه الورقة مقابل تحصين مصالحه الخاصة و التي هي اليوم واضحة للعيان و تجني ثمورها ساكنة جهة درعة تافيلالت عامة و الرشيدية خاصة.

صعب على المواطن في عاصمة درعة تافيلالت او كما يحلوا للبعض تسميتها « بعاصمة الكركور »..تقبل الوضع الذي عليها اليوم من غياب لفرص الشغل و مدارس عليا للتكوين رغم توفر هذه الاخيرة على أدمغة و كفاءات تستفيد منها مناطق اخرى في المغرب, فضلاً عن ضعف الخدمات الصحية و هشاشة البنية التحتية و الى غير ذلك من المشاكل التي هي فارضة لنفسها.

حزب العدالة و التنمية الممثل في مجلس جماعة عاصمة درعة تافيلالت والذي يرأسها يتقن لغة التظلم و لعب دور الضحية أو كما يقول المثل المغربي « ضربني و بكا سبقني و شكا » الذي ينطبق على الباجدة الذين حولوا هذه المدينة المسكينة و معها باقي مناطق الجهة الى خراب و مختبر لتجاربهم السياسية الفاشلة التي اسفرت اليوم على تنامي مؤشرات الفقر بل الفقر المدقع و ارتفاع نسب البطالة في صفوف الشباب, علاوة عن ذلك استنزاف الميزانية لفائدة مصالح شخصية بدل العامة.

فالدليل على ما سلف ذكره خروج مناطق هامشية للإحتجاج و التي تتحمل منها جهات معنية اخرى قسطاً من المسؤولية بسبب تركها لزمام الامور في أيادي غير آمنة و التي كان همها طيلة ولايتها تحسين ظروفها و مستواها المعيشي و التاريخ يشهد عن ذلك يوم قال « الدبخشي » أو شيخ الزاوية البيليكية انه لن يشتغل بالمجان, اليوم يعود التاريخ ليكرر نفسه, من سيارات فارهة و ميزانيات ذهبت هباءا منثوراً لصالح مصالحهم ذاتية في جيوب مسؤولين يتباكون تحت ذريعة العرقلة.

ربما المؤشرات و الإحصائيات من صفقات تحوم حولها الشبهات و مشاريع في مهب الريح توقفت بسبب سوء التدبير و كذا توقف عجلة التنمية يزيد الأمور تأزيما و يضع الأمر تحت وطأة الغموض الذي يلف مستقبل عاصمة جهة درعة تافيلالت..هل فعلا هناك منقذ و بطل سيحررها من الأيادي الغير الآمنة؟..

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *