19 عاما على استشهاده..محمد الدرة أيقونة فلسطينية هزت ضمير العالم

19 عاما كاملة، مرت على استشهاد الطفل الفلسطينى محمد الدرة، فى جريمة بشعة لقوات الاحتلال الإسرائيلى هزت العالم أجمع، فى الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000، لتكشف عن مدى وحشية قوات الاحتلال الذين أطلقوا الرصاص على الأطفال الفلسطينيين دون شفقة أو رحمة.

ولد محمد جمال الدرة، يوم 22 نوفمبر عام 1988 فى مخيم البريج بقطاع غزة، لأسرة تعود أصولها إلى مدينة الرملة التى احتُلت وطرد أهلها منها عام 1948، كان والده يعمل نجارا، بينما والدته ربة منزل، تعبت كثيرا فى تربية أطفالها فى ظل هذه الظروف الصعبة، ودرس حتى الصف الخامس الابتدائى وأغلقت مدرسته بسبب الاحتجاجات يوم استشهاده.

استشهاد محمد الدرة

وقعت حادثة استشهاد الطفل محمد الدرة، الذى لم يكمل عامه الثانى عشر بعد، يوم الثلاثين من سبتمبر عام 2000، فى اليوم الثانى من انتفاضة الأقصى، بينما كان الطفل محمد يسير مع والده فى شارع صلاح الدين بقطاع غزة، فوجئا بوقوعهما تحت نيران إسرائيلية، وسط احتجاجات امتدت على نطاق واسع في جميع أنحاء الأراضى الفلسطينية.

التقطت عدسة المصور الفرنسي شارل إندرلان، المراسل بقناة فرنسا 2، مشهد احتماء جمال الدرة وولده محمد، خلف برميل إسمنتى، بعد وقوعهما وسط محاولات تبادل إطلاق النار بين الجنود الإسرائيليين وقوات الأمن الفلسطينية.

الطفل محمد الدرة

عرضت هذه اللقطة التى استمرت لأكثر من دقيقة، مشهد احتماء الأب وابنه ببعضهما البعض، وبكاء الطفل وتوسل الأب لمطلقى النيران بالتوقف، وسط إطلاق وابل من النار والغبار، حاول الأب جمال يائسا أن يحمى ابنه بكل قواه، لكن الرصاص اخترق يد الوالد اليمنى، ثم أصيب محمد بأول طلقة فى رجله اليمنى، ليصرخ، قائلا: « أصابوني »، ليفاجأ الأب بعد ذلك بخروج الرصاص من ظهر ابنه الصغير محمد، الذى ردد: « اطمئن يا أبى أنا بخير لا تخف منهم »، قبل أن يرقد الصبى شهيدا على ساق أبيه، فى مشهد أدمع البشرية وهز ضمائر الإنسانية.

قبر الطفل الشهيد محمد الدرة

حاولت قوات الاحتلال وعدد من المنظمات اليهودية المتطرفة التنصل من الجريمة، بإلقاء اللوم على المقاومة الفلسطينية، والادعاء بأن الدرة قتله فلسطينيون، لتشويه صورة الجيش الإسرائيلى لدى الرأى العام الدولى، غير أن الصحفى أندرلان، أشار فى كتابه « موت طفل » اعتراف قائد العمليات فى الجيش الإسرائيلى جيورا عيلاد، الذى صرح لهيئة الإذاعة البريطانية فى الثالث من أكتوبر، بأن الطلقات جاءت على ما يبدو من الجنود الإسرائيليين.

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *