الفقهاء ينتقلون لتيك توك وفايسبوك لتزويج المغاربة

ماريا الزوهري
اتجه عدد من الفقهاء في المغرب إلى استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك وفايسبوك للتوسط في زيجات المغاربة وتوفير فرص للتعارف ضمن الأطر الشرعية. هذه التحولات التي شهدها المجتمع في السنوات الأخيرة أتت بسبب التغيرات التي طرأت على طريقة بناء الأسر والنطاقات التي يتم ضمنها الاقتران، حيث لم تعد الأدوار التقليدية التي كان يلعبها الأفراد داخل العائلة كافية لتوفير شركاء يصلحون للزواج.

وأصبح هؤلاء الفقهاء يبثّون حصصاً مباشرة على تطبيق تيك توك يتابعها الجمهور على نطاق واسع. يستقطب الفقيه الراغبين في الاقتران ويعرفهم على بعضهم ضمن سياق رسمي يتضمن التزام الأطراف بأحكام الدين والنصوص الشرعية. على سبيل المثال، أصبح «فقيه تيك توك»، حسن العروسي، شخصية معروفة في الأوساط الرقمية بسبب قدرته على الجمع بين العرسان ضمن جلسات مباشرة يتابعها أكثر من 20 ألف شخص في وقت واحد. كذلك برز نموذج آخر في تطبيق فيسبوك، حيث أنشىء الفقيه عبد الله الخضري مجموعة للتعارف على “فايسبوك”، يصل عدد الأعضاء فيها إلى أكثر من 100 ألف شخص، وتخصص للتواصل ضمن حدود الدين والأعراف التي يقبلها المجتمع.

كما شهد تطبيق فايسبوك ظاهرة مماثلة عبر مجموعات للتعارف والزواج يصل عدد الأعضاء في بعضها إلى أكثر من 100 ألف شخص. هذه المجموعات التي يشرف على إدارتها أحياناً فقهاء أو شخصيات لها معرفة بأحكام الدين تساعد على خلق علاقات ضمن سياق رسمي ومحافظ، لكن ضمن فضاءات افتراضية تتسع للجميع دون قيود جغرافية. هذه التحولات سهّلت على الراغبين في الاقتران بناء علاقات تتناسب مع ظروفهم دون التنكر للتقاليد التي نشؤوا عليها.

وتثير هذه التحولات آراء مختلفة داخل المجتمع. فالبعض يرحب بهذا التوجه ويعتبره استخداماً للتكنولوجيا في بناء علاقات رسمية ضمن الأطر الدينية التي يقبلها المجتمع، في حين يخشى آخرون أن تؤثر هذه الممارسات على قيمة الزواج والنسيج العائلي بسبب تسليع هذه العلاقات وتحويلها إلى نوعٍ من الترفيه على الإنترنت. لكنّ الأكيد أن هذه الأداة الحديثة تساعد على خلق فرص للتعارف ضمن سياق رسمي في عصر يتم فيه التواصل عبر الإنترنت على نطاقٍ غير محدود.