هاشتاغ
لسنوات، بدا أن عزيز الرباح قد طواه النسيان السياسي، بعدما وجد نفسه في عزلة مزدوجة: إقصاء واضح من حزب العدالة والتنمية الذي كان أحد أبرز قياداته، ونفور من محيط سياسي واجتماعي أوسع، اعتبر الرجل من المغضوب عليهم من طرف “جهات عليا”، حتى صار الاقتراب منه يُحسب على أصحابه كخطيئة سياسية.
فالرجل الذي شغل مناصب وزارية وجماعية بارزة، من عمدة لمدينة القنيطرة إلى وزير للتجهيز والنقل ثم للطاقة والمعادن، انتهى به المطاف إلى ما يشبه “العزلة القسرية”، وسط حديث صاخب عن تهميش مقصود، وتلميحات من داخل الحزب الذي قاد الحكومة لولايتين متتاليتين، أن الرباح أصبح خارج الحسابات، سياسياً وتنظيمياً.
لكن اتصالاً ملكياً، بمناسبة وفاة والد الرباح، قلب المشهد رأساً على عقب، أو على الأقل أعاد ترتيب بعض الأوراق، فقد أعلن الوزير الأسبق، في تدوينة مؤثرة، أن الملك محمد السادس اتصل به شخصياً لتقديم التعازي، وهو ما اعتبره مراقبون رسالة سياسية قوية، تضع حداً لصورة “المغضوب عليه”، وتبعث بإشارة واضحة مفادها أن الرجل لم يُطرد من المشهد، كما روّج لذلك خصومه.
الرسالة الملكية، ولو جاءت في سياق عزاء، كان لها وقع رمزي بالغ. فهي تذكر أن بعض الأسماء التي تراجعت أو أُقصيت عن الأضواء، قد تعود من حيث لا يتوقع أحد.
عزيز الرباح اليوم، وإن ظل صامتاً سياسياً، إلا أن مجرد ذكر اسمه مقترناً برعاية ملكية، أعاد طرح السؤال: هل ما زال الرجل يملك رصيداً في بورصة السياسة المغربية؟ وهل ستكون هذه اللفتة الملكية بوابة لعودته إلى الساحة، أم أنها مجرد صفحة إنسانية في زمن الاستقطاب؟