المغرب يضاعف إنتاج الزيتون بينما تهدد مشاريع الطاقة الشمسية آلاف الأشجار في إسبانيا

يشهد المغرب هذا العام حملة زراعية غير مسبوقة، حيث من المتوقع أن يُضاعف إنتاجه من الزيتون، في ظل خطة استراتيجية لتحديث وتوسيع نظام الري، مع ارتفاع ملحوظ في إنتاج التمر والخضروات والفواكه الحمضية.

هذا النمو يعزز موقع المغرب كلاعب أساسي في سوق الغذاء بالبحر المتوسط، ويمنحه القدرة على التأثير في الأسعار الدولية وتوجيه صادرات أوروبا، ما يعكس استراتيجية ناجحة لدعم الإنتاج الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي.

في المقابل، تواجه مناطق خاين وكوردوبا الإسبانية أزمة حقيقية، حيث أُبلغ نحو 100 مزارع ببدء إجراءات نزع ملكية أراضيهم، ما سيؤدي إلى اقتلاع نحو 100 ألف شجرة زيتون لصالح مشروع ضخم للطاقة الشمسية تديره شركة Greenalia Solar.

المشروع الذي أعلنت عنه حكومة الأندلس كمشروع ذو نفع عام، أثار احتجاجات واسعة من سكان المناطق والمنظمات المجتمعية وجمعيات المزارعين، معتبرين أنه يُهدد سبل عيش عشرات العائلات ويضع الترشيح المحتمل لمنطقة الزيتون الأندلسية كتراث عالمي لليونسكو على المحك.

ويبرز التباين بين المغرب وإسبانيا كنموذجين متقابلين: فبينما يضاعف المغرب إنتاجه الزراعي ويطور البنية التحتية للري، تُستبدل في الأندلس زراعة الزيتون التقليدية بمنشآت صناعية تهدد التراث الزراعي والتنوع البيولوجي المحلي.

هذا التباين يعكس تحديًا كبيرًا للسياسات الزراعية والبيئية في أوروبا، ويطرح السؤال حول كيفية تحقيق التوازن بين الانتقال إلى الطاقة النظيفة وحماية التراث الريفي والزراعي التقليدي.