هاشتاغ
شهد مستعملو الطريق السيار الرابط بين بوزنيقة والدار البيضاء، صباح اليوم، حالة شلل تام في حركة السير امتدت لأكثر من 35 كيلومتراً، دون أي توضيح رسمي من الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، التي تواصل، كعادتها، التزام الصمت أمام غضب المواطنين.
وتحوّلت الطريق السيار إلى طابور ضخم من السيارات المتوقفة، حيث عاش السائقون ساعات من الانتظار تجاوزت الأربع ساعات، في ظروف صعبة، دون تدخل فعلي أو توجيه ميداني من مصالح الشركة، التي يفترض أنها تملك تجهيزات وتقنيات لمواكبة مثل هذه الحالات.
المثير للسخرية – حسب ما عبّر عنه عدد من المواطنين الغاضبين – هو أن هذه المؤسسة التي تجني المليارات من جيوب المغاربة يومياً، لا تملك القدرة على إدارة أزمة مرور واحدة، مما يطرح أكثر من علامة استفهام حول جدوى احتكارها لقطاع حيوي كهذا.
ورأى متتبعون أن ما وقع اليوم هو جرس إنذار حقيقي، خاصة وأن المغرب يستعد لاحتضان كأس إفريقيا للأمم 2025، حيث يُتوقّع أن تستقبل الطرق السيارة آلاف الوفود والزوار من القارة والعالم.
فإذا كانت الإدارة الوطنية قد فشلت في تدبير حركة السير بين بوزنيقة والدار البيضاء في يوم عادي، فكيف سيكون الحال عند استقبال وفود رياضية وإعلامية وجماهير ضخمة خلال حدث قاري بهذا الحجم؟
إن ما جرى اليوم يكشف عن عجز هيكلي في منظومة التسيير والجاهزية لدى الشركة الوطنية للطرق السيارة، التي تواصل تحميل المواطنين تكلفة باهظة دون تقديم خدمة في المستوى.
وفي غياب بلاغ رسمي يوضح أسباب الشلل المروري، يظل الرأي العام المغربي في انتظار تحرك وزارة النقل والجهات الوصية لمساءلة هذه المؤسسة حول مدى احترامها لالتزاماتها وتدبيرها للأموال العمومية التي تتحصل عليها من رسوم الأداء يومياً.
ختاماً، إذا كانت الشركة الوطنية للطرق السيارة تعتبر نفسها نموذجاً في التسيير، فمشاهد اليوم بين بوزنيقة والدار البيضاء كشفت بوضوح أن الواقع شيء، وخطاب الإنجازات شيء آخر تماماً.






