44 سنة من النضال.. هكذا استُعمر المغرب وهكذا استقل

يحتفل المغرب اليوم بعيد الاستقلال الذي يوافق الثامن عشر من شهر نوفمبر من كل سنة. ففي هذا اليوم يكمل المغرب 63 عاما على استقلاله بعدما قضى 44 عاما تحت الاستعمار أو الحماية.

هذه بعض المحطات البارزة في تاريخ المغرب منذ توقيع معاهدة الحماية وإلى حين عودة الملك محمد الخامس من المنفى وحصول المغرب على الاستقلال

معاهدة الحماية

في يوم الثلاثين من شهر مارس من عام 1912، تم التوقيع على معاهدة الحماية التي سميت بـ »معاهدة تنظيم الحماية الفرنسية للمملكة الشريفة ».

وقد كانت بنود تلك المعاهدة قصيرة وموجزة تضمنت تسعة فصول افتتحت بفقرة جاء فيها أن حكومة الجمهورية الفرنسية وحكومة السلطان المغربي اتفقتا على « تطبيق نظام جديد لضمان الاستقرار الداخلي والأمن العام، و ذلك لإدخال الإصلاحات التي ستمكن المغرب من إنجاح تنميته الاقتصادية ».

وكانت عدد من فصول المعاهدة تكشف بجلاء سعي فرنسا لفرض وصايتها على سلطان المغرب، من بينها الفصل الذي يقول إنه « لا يمكن لصاحب الجلالة الشريفة توقيع أي معاهدة دولية بدون موافقة حكومة الجمهورية الفرنسية »، وفصل يلزم السلطان بالمصادقة على القرارات التي سيطبقها نظام الحماية، وفصل آخر يسمح بانتشار القوات العسكرية الفرنسية على التراب المغربي ».

سلطان شاب

الملك محمد الخامس

15 عاما بعد توقيع معاهدة الحماية، تولى السلطان محمد بن يوسف الحكم بعد وفاة والده، وسنه لا يتجاوز 18 عاما، وهو ما لم يكن متوقعا، إذ كان من المنتظر حينها أن يخلف الابن الأكبر الأمير مولاي إدريس والده وليس أحد أصغر أبنائه.

وكان سن السلطان محمد بن يوسف حينها عاملا ساهم في اطمئنان سلطات الحماية التي لم تتوقع أن يسبب السلطان الشاب عراقيل أمام استمرارها في فرض سلطتها الاستعمارية، غير أن العكس هو الذي حدث.

قاوم المغاربة في مختلف أنحاء التراب المغربي الاستعمار بوسائل مختلفة، منذ توقيع معاهدة الحماية، قبل أن يتم في الحادي عشر من شهر يناير من عام 1944 تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال .

نفي السلطان

عمدت سلطات الحماية في العشرين من أغسطس من عام 1953 إلى نفي السلطان الذي كان متشبثا بالاستقلال، والذي كان على تواصل مع الحركة الوطنية.

بعد إبعاده وأسرته من المغرب عمدت سلطات الحماية إلى تنصيب سلطان صوري، الأمر الذي قوبل برفض كبير، وقد كان لنفي السلطان وقع كبير في نفوس المغاربة الذي صعدوا مقاومتهم ضد الاستعمار، مطالبين بعودة السلطان الشرعي إلى البلاد، وبعد نحو عامين من المنفى عاد الملك محمد الخامس وأسرته إلى المغرب.

تاريخ الاستقلال

بما أن إلغاء معاهدة الحماية تم يوم الثاني من شهر مارس عام 1956، فإن البعض قد يتساءل عن سبب الاحتفال بعيد العرش يوم الثامن عشر من شهر نوفمبر.

وبالفعل تشير مصادر إلى أن المغرب كان يحتفل في السابق بعيد الاستقلال يوم الثاني مارس وبعيد العرش يوم 18 نوفمبر، وهو ما تشير المصادر نفسها إلى تغيره بعد اعتلاء الحسن الثاني العرش بتاريخ الثالث من شهر مارس من عام 1961.

أهمية يوم الثامن عشر من نوفمبر في تاريخ استقلال المغرب يرجع حسب مصادر إلى أنه في هذا التاريخ ألقى محمد الخامس الخطاب الذي يعلن قرب حصول المغرب على الاستقلال، قبل أن تشكل الحكومة التي ترأسها امبارك البكاي الذي وقع اتفاق إلغاء الحماية.

المصدر: أصوات مغاربية ومواقع محلية

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *