اسقاط الطائرة: تحالفات عبد اللطيف وهبي

اسقاط الطائرة هي فكرة جديدة نسعى من خلالها الى توظيف اسلوب نقدي محض اتجاه مجموعة من الممارسات و الافعال التي يقوم تقوم بها بعض الشخصيات السياسية و العامة .

علي الغنبوري

تعد ظاهرة انتحار الحيتان ، من بين الظواهر الاكثر مأساوية في الطبيعة ، اذ تجنح نحو المياه الضّحلة أو الشّواطئ، ممّا يؤدّي إلى موتها، وقد تشمل هذه الظّاهرة حيتاناً مُنفرِدةً أو قطيعاً كاملاً.

ولم تستطع مختلف الدراسات و الابحاث العلمية التي اجريت عبر مختلف دول العالم لفهم اسباب و مسببات هذه الظاهرة المؤلمة ، فك لغز انتحار الحيتان ، الذي ظل عصيا على الفهم ، امام تعدد الفرضيات المتناقضة التي يسوقها مختلف علماء الطبيعة و البحار .

و رغم ان المغرب شهد في عدد من المرات جنوح و نفوق عدد كبير من الحيثان في مختلف الشواطئ المغربية ،الاان الحكومة تظل خارج التغطية فيما يخص الابحاث و الدراسات الموجهة لكشف اسباب هذه الظاهرة المميتة .

الحكومة المغربية التي يقودها حزب العدالة و التنمية، تعرف اظطرابا في العلاقات بين مختلف مكوناتها ، مما يجعلها غير منسجمة و غير متجانسة ، و هو ما يؤثر على ادائها و فعاليتها ،و ينعكس بشكل مباشر على سياساتها و تدخلاتها في جميع المجالات .

و من المفارقات العجيبة التي تطبع سلوك مكونات الحكومة ، هو التقائية الحزب الذي يقودها مع الحزب الاول داخل المعارضة ، و بداية تشكل تحالف سياسي بينهما على انقاض الحكومة الحالية ، رغم الماضي المتنافر و المليء بالصراعات و الاقتتال بينهما .

صعود عبد اللطيف وهبي الى سدة قيادة حزب الاصالة و المعاصرة ، جعل الحزب ينقلب على عقبيه و مواقفه بنسبة 360 درجة ، و يسعى بشكل علني الى تاسيس تحالف سياسي مع حزب العدالة و التنمية ذو المرجعية الدينية ، في افق التحضير للانتخابات المقبلة .

عبد اللطيف وهبي الحداثي و الديمقراطي « جدا » ، الذي نسي شعارات الطليعة ، و مبادئ النضال الثوري ، و خطابات الرجعية و التزمت ، ادار ظهره لمرجعيته اليسارية ،و يسعى اليوم الى البحث عن مخارج الديمقراطية في احضان الاسلاميين .

من المفاراقات العجيبة التي يحملها هذا السعي المفاجئ نحو فرض الديمقراطية ، ان عبد اللطيف وهبي و من شدة حماسه و استعجاله ، نسي ان الديمقراطية تبدأ من الداخل قبل ان تصدر الى الخارج ، فحزب الاصالة و المعاصرة الذي يقوده ، لم يستطع حتى الان في انتخاب مكتبه السياسي و اجزهته التسيرية رغم مرور أكثر ر من 7 اشهر على مؤتمره الوطني الذي انتخب خلاله عبد اللطيف وهبي امينا عاما للحزب .

الانكأ من هذا و ذاك ، هو ان عبد اللطيف وهبي الذي شكل لسانه سلاحه الاول في معركة الديمقراطية ، تجاوز كل الاعراف الديمقراطية و الحزبية ، و بدل انتخاب الاجهزة ، لجأ الى منطق التعيين ، حيث عين المكتب السياسي بدل انتخابه ، و عين امناء الجهات بدل انتخابهم ، و كذلك بالنسبة لرئاسة فريق الحزب داخل مجلس النواب ، هذا بالاضافة الى سلسلة قرارات الطرد التي مست المخالفين له و لتوجهاته داخل الحزب .

كما يقول المثل الدارج  » الجمل ما كيشوفش حدبتو » ، فعبد اللطيف وهبي ، يريد ان يكون ديكتاتورا داخل حزبه يسعى الى فرض الديمقراطية بالبلاد ، فلا يهم بالنسبة اليه الديمقراطية داخل حزبه ، فالمهم هو المكاسب التي ستأتي جراء رفع شعاراتها خارجيا و الضغط بتشويه التحالفات و خلط الاوراق سياسيا .

ما يجب ان يفهمه عبد اللطيف وهبي ، ان الديمقراطية جينات تكتب داخل شيفراتها حروف الديمقراطية ، و لا يمكن لمن لا يحمل هذه الجينات ان يكون ديمقراطيا ، فالسلوكيات المنافية لها سرعان ما تظهر على فعله و ممارسته ، خاصة اذا كان ماضيه مليء بصفحات الطعن و الضرب في الديمقراطية .

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *