إهداء لروح الفقيد نور الدين فاتح، الصديق الخدوم والمناضل النزيه، ولمقام زوجته ماريا انطونيا تروخبيو.
ولكل اصدقاء وصديقات الراحل واعضاء اسرته الصغيرة والكبيرة، والى رفاق دربه من الاتحاديين و الاتحاديات والفيدراليين والفيدراليات، نهدي الترجمة الكامل لمقال صحيفة الموندو الصادرة امس السبت 02 يناير 2021، حول الفقيد وزوجته.
نور الدين فاتح: الوفاة المفاجئة لشريك وزيرة الإسكان السابقة ماريا تروخيو في حكومة خوسي لويس رودريغيز ثباتيرو الاولى.
“حبيبي نور الدين فاتح رحلت بهدوء وسرعة، قويا وشجاعا لكن متسائلا! لماذا؟ مقتنعة بأنك ستكون في الجنة ولكن دائما في ذاكرتي.
أريدك أن تعرف أن السماء تمطر دمعا لحظة وداعك. طالما استمر أمد الضوء ، فنحن أيضا كذلك. انتظرني”.
بهذه الرسالة على حسابها على تويتر ، متبوعة بثلاثة رموز تعبيرية (قبلة وقلب ووردة حمراء) بالإضافة إلى صورة رفقة شريكها الراحل، نعت و ودعت الوزيرة السابقة ماريا أنطونيا تروخيو (60 عامًا) شريكها، المترجم والنقابي و السياسي الاشتراكي المغربي، نور الدين فتاح الذي وافته المنية فجأة مطلع شهر دجنبر.
هكذا كانت تدوينة ماريا، يوم 10 دجنبر 2020، بمثابة نهاية قصة الحب بين فتاح وتروخيو ، المسؤولة حاليًا عن التربية و التعليم بالسفارة الإسبانية في المغرب، حيث تقطن منذ سنة 2018.
فاجأ الخبر ماريا أنطونيا تروخيو قبل أسبوع من عيد ميلادها الستين. وزيرة الإسكان بين عامي 2004 و 2007 ، خلال حكومة خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو الأولى.
بدأت تروخيو حياتها المهنية سنة 2000 مع خوان كارلوس رودريغيز إيبارا كمستشارة برئاسة مجلس مدينة إكستريمادورا ، كما تولت مهمة نائبة في البرلمان بمجلس النواب الاسباني بين عامي 2008 و 2011.
في وقت لاحق ، عادت إلى منصبها في جامعة إكستريمادورا، حيث درّست القانون الدستوري، كما عملت أيضًا كمقدمة برامج حوارية تلفزيونية، في أكتوبر 2018، بعد ثلاثة أشهر من ملتمس سحب الثقة ضد حكومة ماريانو راخوي، والذي انتهى بقيادة الاشتراكي بيدرو سانشيز لرئاسة الحكومة الاسبانية، تم تعيين تروخيو مستشارة بمثابة وزيرة للتربية والتعليم بسفارة اسبانيا بالرباط، لكن علاقتها بالمغرب كانت سابقة، بفضل علاقة الحب التي كانت تجمعها مع نور الدين فتاح.
درس نورالدين في جامعة غرناطة وكان عضوا في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (USFP)، الحزب الاشتراكي الرئيسي في المملكة المغربية ، كما كان عضوا بارزا في الفدرالية الديمقراطية للشغل (FDT).
حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية جزء من ائتلاف الأغلبية في مجلس النواب المغربي، وكذلك في التحالف الحكومي المغربي.
في تصريحاته وتدويناته على شبكات التواصل الاجتماعي ، كان نورالدين دائما مع النظام الملكي المغربي، الموقف الذي تتقاسمه تروخيو كذلك، فبعد فترة وجيزة من تفشي وباء COVID-19 ، نشرت الوزيرة السابقة؛ وشريكة نورالدين إعلانًا على الحساب الرسمي للسفارة على تويتر: “بصفتي وزيرًة للتربية ملحقة بالسفارة الإسبانية في المغرب ومقيمة في الرباط ، أؤيد قرار جلالة الملك محمد السادس لإنشاء صندوق لتدبير ومواجهة تداعيات وباء الفيروس التاجي covid-19 ؛ وقررت التبرع بأجرتي الشهرية مساهمة مني في موارد الصندوق “.
كما استخدمت تروخيو الشبكات الاجتماعية لتهنئة الأعياد الإسلامية، كما حصل خلال عيد المولد الاخير، حيث نشرت رسالة مؤرخة ب 29 أكتوبر ومكتوبة باللغة العربية ، شاركت ما يلي: “بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف ، أهنئ جميع الأصدقاء المغاربة وجميع المسلمين في العالم”.
من ناحية أخرى، اعتاد الزوجان على تحميل صورهم المشتركة رفقة شخصيات مختلفة، حيث قاموا بمناسبة الزيارة التي قام بها الملك فيليبي السادس ودونيا ليتيزيا إلى الرباط العام الماضي ، حيث نشرت تروخيو رفقة زوجها نورالدين صورا مع الملكة ليتيسيا، كما ظهر سياسيون مثل بيدرو سانشيز وباتشي لوبيز في هذه الصور.
كما تركت ماريا ونور الدين عددًا كبيرًا من الصور الشخصية؛ ظهروا في بعضها متحلفين العلم المغربي، بنجمته الخضراء على الخلفية الحمراء. وفي مناسبات أخرى، نشروا تدوينات ساخرة حول تفضيلاتهم وميولاتهم المختلفة خصوصا في كرة القدم حيث تميل ماريا نحو ريال مدريد ونورالدين نحو أتليتكو مدريد، في إحدى هذه التدوينات، دعا فتاح إلى الانسجام رغم الاختلافات الرياضية، معلقا على صفحته الشخصية “نطلب من كل عشاق الحياة الإيجابية الانضمام إلى التحدي ونشر صورة (من معرض الصور) فقط صورة بدون تعليق. الهدف هو إغراق الشبكات بالصور الإيجابية بدلاً من الصور السلبية.
كما كانت شبكات التواصل الاجتماعي مجالا عبر فيه الاثنان عن موقفهما المشترك من بعض الاحداث، حيث سبق وان نشرا معا صورا وتدوينات لانتقاد إعلان دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، السيد ترامب: القدس خط أحمر ..هكذا كان يعبر نور الدين.
صفحاتهما الشخصية كانت فضاءات تجسد الرومانسية والحب الذي يجمعهما، عبر نشر صور تمتد من مدن البحر الأبيض المتوسط التي تصدرت العديد من صور السيلفي المشتركة ، حيث ظهر كلاهما سعيدًا ومبتسمًا؛ صور شملت ايضا مدن مدريد أو إشبيلية أو تطوان أو الباسيتي.
منذ وفاته، تلقت تروخيو تعازي وتعابير المواساة والمودة من داخل المغرب كما من إسبانيا، كما تناقلت الصحافة المغربية وخصوصا جريدة الحزب ” الاتحاد الاشتراكي” خبر وفاة فتاح في مقالات عددت الصفات الجميلةالتي كانت تميز شخصية الراحل منذ مشاركته المبكرة في صفوف حزب القوات الشعبية ، وتدرجه في مختلف المسؤوليات المحلية والوطنية؛ واسهاماته في تشكيل الائتلافات واللجان الاقليمية للأحزاب السياسية وفي معارك النضال والتنظيم على مستوى مدينة تطوان بشكل خاص والشمال بشكل عام ”.
