موقع هاشتاغ – وكالات
بعد طول ترقُّب وانتظار، أنهى المصريون عقدة دامت طويلاً بعد نجاح المنتخب الكروي الأول في بلوغ نهائيات كأس العالم، التي تحتضنها روسيا، صيف العام المقبل.
وتمكَّن “الفراعنة” من رسم البسمة على شفاه المصريين؛ إثر الفوز الدراماتيكي والمثير على المنتخب الكونغولي، مساء الأحد 8 أكتوبر 2017، بهدفين مقابل هدف، ضمن منافسات الجولة الخامسة من المجموعة الخامسة للتصفيات الأفريقية المؤهلة لمونديال روسيا.
ونجح “أيقونة” نادي ليفربول الإنجليزي، محمد صلاح، في حمل منتخب بلاده على كتفيه؛ بفضل هدفيه في المباراة، التي حضرها عشرات الآلاف في ملعب “برج العرب” بالإسكندرية.
فك العقدة
وقبل نسخة 2018، بلغ المنتخب المصري نهائيات كأس العالم في مناسبتين فقط؛ الأولى تعود إلى عام 1934، في حين كانت الثانية بإيطاليا عام 1990، حين كان المدرب الراحل محمد الجوهري يقود “الفراعنة”.
ومنذ ذلك التاريخ، فشل المصريون في التأهل إلى النهائيات العالمية، حتى بات الأمر أشبه بـ”العقدة الحقيقية”، رغم توافر أسماء كروية لامعة ضمن صفوف “الفراعنة”.
وكان المصريون قاب قوسين أو أدنى من بلوغ مونديال جنوب أفريقيا عام 2010، إلا أنهم فشلوا في المحطة الأخيرة، وهنا يدور الحديث حول المباراة الفاصلة الشهيرة أمام الجزائر في العاصمة السودانية الخرطوم.
ودائماً ما ضم المنتخب المصري كوكبة من اللاعبين البارزين؛ وليس أدلّ على ذلك، من جيل “أمير القلوب” محمد أبو تريكة، الذي فرض هيمنة مطلقة على القارة الأفريقية بالفوز بلقب البطولة القارية في 3 نسخ متتالية، أعوام 2006 و2008 و2010، لكنه لم يستطع الوصول إلى النهائيات المونديالية.
فرحة “هستيرية”
وبمجرد إطلاق حكم اللقاء صافرته معلناً نهاية المباراة وتأهل “الفراعنة”، حتى خرج مئات الآلاف من المصريين إلى الشوارع؛ احتفالاً بـ”الإنجاز التاريخي” الذي تطلب الانتظار 28 عاماً من أجل رؤيته واقعاً ملموساً.
وأفردت قنوات التلفزة ووسائل الإعلام على مختلف أصنافها؛ المرئية والمقروءة والمسموعة، مساحة واسعة للحديث عن إنجاز رفاق محمد صلاح، كما رصدت الاحتفالات الجماهيرية في العاصمة المصرية القاهرة ومختلف المحافظات.
واستمرت وسائل الإعلام المصرية في تغطية وصول المنتخب الأول إلى “أكبر محفل كروي في العالم”، حتى ساعات الفجر، مُسدِلةً الستار على يوم طويل، بدأ صباحاً لرصد استعدادات المصريين للموقعة الكروية المرتقبة، مروراً بمشاهدة المباراة التي حملت “الفراعنة” إلى المونديال، وصولاً إلى الفرحة الهستيرية الكبيرة.
وردَّدت الجماهير، التي احتشدت “عفوياً” في الشوارع والميادين؛ كان أبرزها “ميدان التحرير”، رافعةً العَلم المصري، هتافاتٍ تشجيعيةً للاعبي المنتخب؛ إذ نال الثنائي محمد صلاح، وعملاق الحراسة عصام الحضري، نصيب الأسد منها؛ لدورهما البارز في الصعود إلى المونديال.
كما طغت هتافات “تحيا مصر” و”الله أكبر” و”أوووه مصراوي”، على ضوضاء العاصمة المصرية، علاوةً على إطلاق الألعاب النارية، في حين تأثرت حركة المرور بالشوارع الرئيسة، وسط انتشار أمني كبير في الميادين.
ولم تستطع القنوات التلفزيونية الحديث عن الجانب الفني للمباراة إلا قليلاً، مُسلِّطةً تغطيتها لرصد ردود فعل السياسيين ورجال الأعمال، والمشاهير في عالم الفن والغناء والرياضة، علاوةً على الاحتفالات الجماهيرية في الشوارع والميادين بجميع المحافظات.
العالم الافتراضي يحتفل أيضاً
ومثْل الواقع، شهد العالم الافتراضي احتفالات جنونية، ولوحظ انتشار الألوان الحمراء بموقعي التواصل الشهيرين “فيسبوك” و”تويتر”، في إشارةٍ إلى لون قميص المنتخب المصري، كما تفاعل رواد الشبكات الاجتماعية بأكثر من وسم؛ ابتهاجاً بتحقيق الحلم الذي طال غيابه.
وغرَّد نجوم الكرة المصرية السابقون والحاليون؛ احتفاءً بالتأهل لكأس العالم، كما هنَّأت سفارات عدة دول، المصريين بالصعود لمونديال روسيا، من بينها سفارات بريطانيا والولايات المتحدة، علاوةً على سفير الاتحاد الأوروبي في القاهرة.
وسارع سياسيون لإرسال التهاني بتأهل مصر إلى نهائيات كأس العالم، وسعوا جاهدين لإبراز حضورهم بـ”تغريدات قصيرة” تهنئ الشعب، الذي يعاني أوضاعاً اقتصادية صعبة، بالوصول إلى البطولة العالمية المرموقة.