مرتدية زيها الدركي، وقبعة تغطي شعرها، تسهر الرقيب فاطمة الزهراء خلوقي على ضمان سلامة المواطنين وتكريس درك القرب بالمركز الترابي للدرك الملكي لمنطقة السهول.
انضباطها وقوة عزيمتها من جهة، وحضورها الأنثوي ورقة تعاملها من جهة أخرى، جعلت الدركية الشابة، تشق طريقها بخطى ثابتة وواثقة، نحو ميدان كان بالأمس القريب حكرا على الرجال.
داخل مكتبها بالمركز الترابي للدرك الملكي لمنطقة السهول، تسهر السيدة خلوقي على القيام بالعديد من المهام كالاستماع لشكايات المواطنين واستقبال النساء ضحايا العنف ومواكبتهن بالإضافة إلى تنظيم حركة المرور.
بداية مسارها المهني، تقول الرقيب خلوقي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، كان بعد التحاقها بصفوف الدرك الملكي سنة 2014 حيث تلقت تكوينا لمدة سنتين بالمدرسة الملكية للدرك الملكي بمراكش، وبعدها اشتغلت كمدربة للتلاميذ الدركيين لمدة ثلاث سنوات تم التحقت بالمركز الترابي السهول.
لا تخفي خلوقي، سعادتها بعملها، مؤكدة أن كل يوم يمر عليها يزيدها تعلقا بمهنتها ويولد داخلها إصرارا للاستمرار وتأدية مهامها على أكمل وجه.
وبخصوص المهام التي تقوم بها، أفادت بأن مهامها متنوعة كالقيام بجوالات في الدواوير التابعة للمركز والاستماع للساكنة فيما يخص الشكايات وتنظيم حركة المرور، وزجر المخالفات، والاستماع للنساء ضحايا العنف، مشيرة إلى أن المركز يتوفر على غرفة خاصة للنساء المعنفات وأطفالهن.
وفي ما يخص تعامل زملائها من الرجال معها أكدت الرقيب بعدم وجود فرق بين النساء والرجال في هذه المهنة، لتخلص إلى أن الجميع من الرؤساء والزملاء يتعاملون معها على قدم المساواة في إطار مهني يتسم بالاحترام والمعاملة الجيدة.
أما بخصوص التوفيق بين الجانب المهني وحياتها الشخصية، صرحت فاطمة الزهراء، وهي متزوجة وأم لطفل، أن كونها امرأة دركية لا يمنعها من ممارسة حياتها الشخصية بشكل طبيعي، وسط عائلتها الصغيرة، مبرزة مساعدة زوجها الذي يتفهم نوعية عملها بالإضافة الى التسهيلات التي يوفرها الدرك الملكي للمرأة منها الحضانة للأطفال والتي تمكن النساء من مواصلة عملهن بأريحية.
وبفضل حسها العالي بالمسؤولية، وشغفها بعملها، تمكنت فاطمة الزهراء من تحقيق التميز، حيث تعتبر مثالا للانضباط، الشيء الذي مكنها من النجاح في مهامها، وأكسبها احترام وتقدير زملائها ورؤسائها على حد سواء.
فتجسيدها لنموذج المرأة المنضبطة والمحترمة، ذات الحضور الأنثوي والشخصية القوية، جعلها تتفوق في عملها على جميع المستويات، ومكنها من فرض مكانتها في المجتمع كامرأة مغربية معاصرة.