موقع هاشتاغ – الرباط
في 7 ماي 2016، نشرت الدكتورة رجاء غانمي، التي أثارت جدلا كبيرا سنة 2014 بعد اختيارها “أحسن طبيبة في العالم” بلندن بناء على استفتاء فيسبوكي من تنظيم شركة للتواصل، “نشرت” نتائج دراسة أجرتها حول سرطان المتانة همت 19970 حالة تعود للفترة ما بين سنة 1993 و2005.
الدراسة كما تقول الدكتورة هي من إنجاز “فريق عمل مغربي 100%” وساهم فيه الدكتور عزيز بيهي، الذي أثار جدلا هو الآخر بخصوص دبلوماته بروسيا، والذي قدمته الدكتورة غانمي رجاء كمستشار علمي لجمعية أبوقراط التي تترأسها.
نالت الدكتورة حفنة من الإعجاب الفيسبوكي خاصة وأنها صرحت بأن دراستها قد نشرت بالمجلة الأوروبية للمسالك البولية Urology الذائعة الصيت والرصينة في مجال اختيار ونشر المواضيع العلمية، بل أنها صرحت أن الدراسة نالت منها ومن فريقها جهدا كبيرا، وهو أمر مفهوم لأن العينة المستهدفة تفوق 19900 شخص ويتطلب تتبع المصابين بسرطان المتانة موارد مالية وتقنية وعلمية من مستوى جد عال.
لكن السيناريو الذي وضعته الدكتورة لم يكن من فئة “الجريمة الكاملة” فأرشيف المجلة لا يضم أية إشارة أو مساهمة للدكتورة غانمي والدكتور بيهي في أي مجال طبي.
بالمقابل، نشرت المجلة في عددها 57 لسنة 2010 دراسة لقطب المسالك البولية للمركز الاستشفائي الجامعي Erasmus بروتردام بهولندا تحت إشراف البروفيسور فريتز شرودر ومن إنجاز فريق عمل مكون من 7 بروفيسورات تحمل تقريبا نفس العنوان وتضم نفس المعطيات ونفس العينة ونفس الصياغة باللغة الإنجليزية، مما يجعلنا أمام سرقة علمية كاملة الأوصاف.
والواقع أن الدكتورة غانمي رجاء عمدت فقط إلى محو أسماء الأطباء الذين أنجزوا الدراسة وتلاعبت بعنوانها وبتاريخ صدورها ووضعت إسمها وإسم عزيز بيهي الذي لا يعرف إن كان مساهما في هذه السرقة العلمية، لتعمد على نشرها وكأنها “ثمرة مجهودها ومجهود طاقم مغربي 100%”.
والغريب في الأمر أن الدكتورة غانمي قامت بالتمويه بإعطاء الانطباع على أن الدراسة تمت بالمغرب وليس بهولندا ونسبت لنفسها أنها عملت على سجل سرطان المتانة ل 19970 حالة ما بين 1993 و 2005 مع أن المغرب لم يكن يتوفر على هذا السجل. كما عمدت، عند افتضاح أمرها، إلى سحب كل الصور المتعلقة بالدراسة المنشورة منذ ماي 2016 وكل التدوينات التي تبارك فيها لعزيز بيهي الوسام الملكي على اعتبار أنها “عملت معه في العديد من الأبحاث خاصة البحث الذي صدر بالمجلة الأوروبية”.
ويذكر أن رجاء غانمي لم تحصل على الدكتوراه سوى سنة 2006. وقد عملت في مجال المراقبة الطبية بالتأمين الإجباري الأساسي ابتداءا من سنة 2006 قبل أن تشارك في مسابقة فيسبوكية لنيل “جائزة أحسن طبيبة في العالم” سنة 2014 وتحظى بمتابعة إعلامية بعد أن نالت الجائزة التي لا زالت تتصدر صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي. ولمكر الصدف، فقد أشرفت الدكتور غانمي على ندوة تكوينية في 19 دجنبر 2015 حول “تقنيات البحث العلمي على الأنترنيت” ليظهر أن بعض التقنيات التي تتحكم فيها لم تكن في جدول أعمال هذا اللقاء.
يمكن قراءة الدراسة الأصلية على الرابط التالي:
http://www.google.com/url?hl=fr&q=http://www.europeanurology.com/article/S0302-2838(09)01137-3/references&source=gmail&ust=1495722400074000&usg=AFQjCNGp6uBWpNOuW96pEuzCILIrLJYeXw