أطلقت سامسونغ للإلكترونيات، أول أمس الجمعة بالرباط، كاميرا لشبكية العين ذات العلامة التجارية (آي لايك EYELIKE)، وهي ابتكار جديد يسمح بالكشف المبكر عن أمراض العيون.
وأكد مدير قسم خدمات العملاء في شركة سامسونغ للإلكترونيات المغرب العربي، تشو كوانغيون تشوي، خلال العرض التقديمي للجهاز الجديد اليدوي أمام أعضاء العصبة المغربية لمكافحة مرض السل، الذين استفادوا من أجهزة من هذه التكنولوجيا، أن “هذه التقنية من سامسونغ للإلكترونيات تساعد على توفير جهاز فحص رقمي للعين يمكن أن يساهم في الجهود المبذولة من طرف المملكة لتحسين صحة مواطنيها”.
وأبرز أنه يمكن لهذه الكاميرا التشخيصية الفريدة والمتاحة فحص المرضى للكشف عن الحالات التي يمكن أن تؤدي إلى فقدان البصر، بما في ذلك اعتلال الشبكية والمياه الزرقاء والتنكس البقعي المرتبط بالتقدم في العمر، معربا عن سعادته لتوسيع نطاق هذا البرنامج ليشمل المغرب بعد نجاحه في فيتنام والهند وبابوا غينيا الجديدة.
وهكذا، أشار السيد، تشو كوانغيون تشوي إلى ابتكار سامسونغ سنة 2017 (برنامج غالاغسي لإعادة التدوير) بهدف الوصول لطرق مبتكرة تتيح لأجهزة “غالاغسي” أن يكون لها تأثير إيجابي، موضحا أنه “من خلال هذا البرنامج، يمكن لهاتف (غالاغسي) الذكي القديم أن يلعب دور العقل المعالج للكاميرا الشبكية المحمولة (آي لايك) التي تتصل بالعدسة لتحسين تشخيص منطقة قاع العين، مثلما يتم استخدام الهاتف الذكي لالتقاط الصور”.
وأبرز أنه “بفضل شراكتنا مع المنظمات غير الحكومية المحلية، نرغب في المشاركة في تحسين الوصول إلى رعاية صحية جيدة”، معربا عن رغبته في السماح للكثير من الناس في المغرب بالاستفادة من هذه التكنولوجيا المتطورة، مما يتيح الكشف المبكر عن أمراض العيون، التي يمكن أن تؤدي في بعض الحالات إلى فقدان البصر، بجزء بسيط من تكلفة الأدوات التجارية.
وأوضح أنه “في الوقت الذي يتعافى فيه العالم ببطء من تداعيات جائحة كوفيد – 19، أصبح من الواضح الآن، أكثر من أي وقت مضى، أنه يمكن الإعتماد على التكنولوجيا ضمن الحلول لحماية صحة العيون، ولمساعدة سكان العالم، وتحسين الوصول إلى الحلول التكنولوجية بأسعار معقولة، في الدول التي يتم فيها تجربة كاميرا (آي لايك)”.
وفي هذا الصدد، أبرز السيد كوانغيون تشوي أنه بالإضافة إلى التزامها بالابتكار الهادف، تعمل سامسونغ على بناء الاستدامة البيئية في كل ما تقوم به العلامة التجارية، مضيفا أنه “من خلال تحويل هواتف غالاغسي الذكية إلى معدات محمولة لتشخيص أمراض العيون بكلفة منخفضة، تساعد الشركة في إعادة تدوير النفايات الإلكترونية من مكبات النفايات، وتوفير حلول طبية مبتكرة لمحدودي الدخل”.
وأشار إلى أنه من خلال برامج مثل برنامج غالاغسي لإعادة التدوير، تضع الشركة تقنيات مبتكرة تعيد تشكيل تجاربها على الصعيد العالمي وفي المغرب وتسمح أيضا للمستهلكين، بالقيام بدور رئيسي في تعزيز أوجه السلوك لتكون أكثر وعيا إزاء البيئة.
واعتبر أنه “وفقا لمنظمة الصحة العالمية ، فإن حوالي أكثر من ملياري شخص يعانون من شكل من أشكال ضعف البصر، كان من الممكن تجنب نصف هذا العدد”. وأضاف أنه لا يزال هناك تفاوت كبير في عدد حالات الضعف البصري اعتمادا على توافر خدمات العناية بالعيون، وتشير التقديرات إلى أن هذه الظاهرة أكثر شيوعا بأربعة أضعاف في المناطق المنخفضة والمتوسطة الدخل مقارنة بالمناطق ذات الدخل المرتفع.
من جهته، قال جمال الدين بوزيدي، رئيس العصبة المغربية لمكافحة مرض السل، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن العصبة تبحث باستمرار عن طرق لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض، مذكرا أن “مرض السل يصيب بشكل رئيسي 80 بالمئة إلى 90 بالمئة من المرضى الذين يعيشون في حالة من الهشاشة والفقر”.
وأكد أن هذه الهبة من مناظير الشبكية ستمكن من إجراء التشخيص المبكر لاعتلال الشبكية بمرض السكري والعناية بها وعلاجها في الوقت المناسب، مشيرا إلى أن هذه الأجهزة سيتم توزيعها ولن يتم استخدامها فقط من قبل العصبة.
وأضاف بوزيدي “سنقوم بتوزيعها على جميع المنظمات غير الحكومية الناشطة في هذا المجال من أجل تشخيص عدد أكبر من الأشخاص في أسرع وقت ممكن”.
وكجزء من برنامج غالاغسي لإعادة التدوير الخاص بها، دخلت سامسونغ في شراكة مع الوكالة الدولية للوقاية من العمى والنظام الصحي لجامعة يونسي بكوريا الجنوبية لإنشاء أجهزة للأطباء الذين يكشفون عن أمراض العيون عن طريق إعادة تدوير هواتف غالاغسي الذكية التي لم تعد صالحة للإستعمال. ويساعد هذا البرنامج في علاج ما يقرب من مليار حالة ضعف بصري يمكن الوقاية منها بالتشخيص المناسب.
وتعمل “سامسونغ” منذ عام 2018 في إطار شراكة مع الوكالة الدولية للوقاية من العمى والنظام الصحي بجامعة يونسي، بهدف دعم أكثر من 19,000 شخص في فيتنام من خلال كاميرا شبكية العين المحمولة. وفي عام 2019، وفرت الشركة 90 منظارا محمولا للعيون ليتم استخدامها من قبل أخضائيي الرعاية الصحية في المناطق النائية من البلاد، دون الحاجة إلى زيارة العيادات الخارجية.